في ظل هستيريا الاستباحات الاستعمارية: كأن العرب في ماساة اغريقية كتبتها الاقدار...؟!!!!
بقلم: نواف الزرو
Nzaro22@hotmail.com
في واحدة من اهم قراءاته الاستراتيجية لتطورات الاحداث في الشرق الاوسط، كان محمد حسنين هيكل قد حذر العرب مبكرا جدا منذ مطلع الثمانينيات من "ان الاحداث في المنطقة تسير كلها - منذ - كامب ديفيد - لصالح اسرائيل”.
ف"اسرائيل" هي "الحقيقة الكبرى" وراء كل الاحداث هنا ..وهي بعد ان كانت الغائب الحاضر استراتيجيا وعمليا في الجوهر والمضامين والتداعيات المحتملة والمخططة المبيتة سواء وراء هذه الانحيازية الامريكية الرسمية السافرة لصالح "اسرائيل " بكل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وملفاتها وتداعياتها الدراماتيكية، اصبحت اليوم في ظل الاتفاقات الابراهيمية وتهافت التطبيع الاعرابي الحاضر الحاضر...!
و "اسرائيل "ايضا وراء مشروع "اعادة تشكيل الشرق الاوسط " الذي جاء في اطاره العدوان التدميري الاحتلالي الاجرامي على العراق ...وحسب جملة لا حصر لها من الشهادات الموثقة فان "اسرائيل "كذلك كانت هي المستفيد الكبير والاساسي من وراء "اغتيال الرئيس الحريري " وتداعيات هذا الملف بدءا من القرار 1559 ومرورا بالقرار 1595 ووصولا الى "تقرير ميليس "اولا ثم تقرير لارسن ثانيا ...وهي التي ستكون الرابح الكبير من وراء ما حصل وما هو ات من حملات واجراءات تحريضية تعبوية تأجيجية عدوانية ضد سوريا وحزب الله والمقاومة الفلسطنية واللبنانية على السواء.
فالقصة كلها اذن من بداياتها الى ذروتها الراهنة هي قصة "اسرائيل" التي تحتل قمة الاجندة السياسية الامريكية في المنطقة العربية والشرق اوسطية ...والمطلوب الكبير ...الكبير وفقا لهذه الاجندة "النيل من الملفات العربية الكبرى الثلاثة وهي: الفلسطيني والمصري والعراقي والسوري-اللبناني المشترك ثم الجزائري ...والمطلوب الكبير ...الكبير :تفكيك هذه الملفات واعادة تركيبها على الطريقة الاسرائيلية ووفقا للاجندة السياسية والاستراتيجية الصهيونية، وهذا ما يجري عمليا منذ العدوان الامريكي-البريطاني على العراق عام 2003. .
المشهد العربي الماثل امامنا اليوم بعد نحو اثنين و اربعين عاما على تحذير هيكل، ينقلنا الى عمق الاجواء والمضامين التي تحدث عنها هيكل...!
فما الذي جرى ويجري لأمة العرب...؟!، وكيف...؟! ولماذا...؟! والى اين...؟! والى متى...؟! ومن يتحمل المسؤولية...؟!.
فاين العرب العروبيين...؟!، واين الدول العربية الكبيرة والقوية...؟!، اين الانظمة الوطنية والقومية والاسلامية...؟!، واين مؤسسة القمة العربية....؟! واين مؤسسة الجامعة العربية....؟!.
ثم والاهم من كل ذلك:
لماذا يفعل العرب كل ذلك بانفسهم...؟!، لا وزن ولا حضور ولا دور ولا هجوم ولا دفاع عن النفس لهذه الامة بدولها وانظمتها وسياساتها الرسمية، لا على المسرح الاقليمي ولا على المسرح الدولي...؟!
ولماذا يقبل العرب على انفسهم دور "الكومبارس" وكأنهم في مأساة اغريقية كتبتها الاقدار ولا فكاك منها...؟!
فلسطين تستباح من اقصاها الى اقصاها، ودولة وقوات جيش وقطعان مستعمري الاحتلال وبلدوزراته تصول وتجول وتعيث فسادا وتخريبا واستيطانا وتهويدا وجدرانا عنصرية تهويدية الحاقية .. وكذلك قتلا مكثفا وتدميرا شاملا وتطهيرا عرقيا بالبث الحي وعلى مرأى من العرب والعالم..؟!
والاستباحة الصهيونية لفلسطين العربية شاملة صارخة مدججة بالمجازر والجرائم المروعة والمبيتة والمنهجية، والعراق كما فلسطين بات بعد الاحتلال والغزو والاستباحة الشاملة مفككا وضعيفا، وقوات التحالف الغازية اقترفت وما تزال المجازر وجرائم الحرب الابادية ضد الانسان والشجر والحجر العراقي تحت شعارات الحرية والتحرير والديموقراطية وعلى الطريقة الارهابية الاسرائيلية تماما..وكذلك الامر في سوريا واليمن...!
والعرب من جهتهم يتفرجون في عز الجريمة وذروتها..؟!، بل ان قضية الاحتلال والغزو والجرائم التي ترتقي الى مستوى شطب الوطن الفلسطيني والعراقي والسوري، تختزل زورا وبهتانا لدى بعض العرب بالحرية والديموقراطية وحقوق الانسان...هكذا...؟
ولكن هذه الاستباحات الجارية المتصلة ربما الى اشعار غير معروف هي الاشد وطاة وخطورة وكارثية على الامة العربية ومقومات وجودها ووحدتها وسيادتها واستقلالها وحاضرها ومستقبلها ..؟
كان الجنرال موشيه يعلون رئيس اركان الجيش الاسرائيلي السابق قد اعلن ببالغ التهكم والاستهتار: "نحن لم نعد نتحدث عن عالم عربي ولا عن وحدة عربية، وانما عن مصالح فئوية وقطرية".. ليأتي بعده الجنرال احتياط اوري ساغي رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية سابقا ليؤكد ما سبقه قائلا: "لم يعد هناك قومية عربية شاملة في الصراع ضد اسرائيل".
فما الذي يجري اذن للامة والدول والانظمة والسياسات الرسمية والمصالح والحقوق والواجبات العربية....؟!.
وما الذي جرى ويجري للارادة السياسية الوطنية والقومية العربية....؟! .
خاصة واننا على امتداد الخريطة العربية وفقا للوقائع والمعطيات المتراكمة المتلاحقة امام هستيريا من الاستباحات الاستعمارية المتلاحقة وامام خرائط استعمارية عدوانية طاغية صريحة لا حصر لها تستدعي من الامة والدول والقيادات ووالمؤسسات والجامعة العربية يقظة عاجلة.. وخطابا جديدا باولويات ومسؤوليات قومية حقيقية..؟!
والا فإن كل الثيران العربية ستلحق بالثور الابيض(وقد حصل مع معظمها)...؟!!
|