غزة- خاص بـ”رأي اليوم”- نادر الصفدي:
تعيش مدينة رام الله بالضفة الغربية، حالة من التوتر المشحون، بعد وصول معركة خلافة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لآخر مراحلها، وبدء الإدارة الأمريكية بوضع بصماتها ولمساتها الأخيرة “السحرية” على المشهد السياسي الذي سيلي غياب “أبو مازن”.
العاصمة السياسية (رام الله)، تشهد منذ أسابيع لقاءات واتصالات مكوكية وسرية، جميعها تتقاطع مع هدف واحد ومشترك والمتمثل بالإجابة عن السؤال الأبرز على الساحة الفلسطينية، من سيخلف الرئيس عباس؟، خاصة أن بورصة الأسماء المعروضة لهذا المنصب منخفضة جدًا وتتمركز حول القياديان في حركة “فتح” “ماجد فرج وحسين الشيخ”.
قبل أيام تحدث الإعلام العبري،” عن منح إدارة الرئيس الأمريكي بايدن الرئيس عباس مهلة مدتها عامين لتنظيم نقل السلطة.
وأضاف المستشرق الاسرائيلي يوني بن مناحيم، نقلاً عن مصادر رفيعة في فتح، قولها، “خلال هذه الفترة لن تضغط ادارة بايدن على الرئيس عباس لإجراء انتخابات في الضفة والقطاع لمنع الصدامات السياسية وتعزيز قوة حركة حماس”.
وزعم بن مناحيم أن “الرئيس عباس يستعد لعقد مؤتمر فتح الثامن في الشهر المقبل لتعيين رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج عضوا بارزا في قيادة فتح، لتقليص قوة القيادي مروان البرغوثي داخل الحركة.
ومع هذا التطور الملحوظ بملف “وريث عباس” الشائك، نفى عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” حسين الشيخ، أن يكون تعينه مؤخرا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، نوعاً من التأهيل لخلافة الرئيس عباس، مشدداً على أن “الرئيس القادم لن يأتي على ظهر دبابة إسرائيلية، وإنما عبر صناديق الاقتراع”.
وقال الشيخ، خلال مقابلة مع قناة “الشرق” السعودية، بثتها مساء الإثنين، إن “رئيس الشعب الفلسطيني لن يأتي إلا عبر صندوق الاقتراع، وليس عبر التعيين”، مدللاً على ذلك بأن “الرئيس ياسر عرفات جاء بشرعيته النضالية وعبر صندوق الاقتراع، وكذلك الرئيس أبو مازن”.
وتابع: “لن يأتي أي قائد أو زعيم عبر بروباغندا، أو دبابة إسرائيلية، أو بقرار إقليمي أو دولي”، مضيفاً: “هناك مؤسسات في حركة فتح ومنظمة التحرير صاحبة هذا الحق في الاختيار”، على حد قوله.
وبيّن الشيخ – الذي اختير في اللجنة بدلاً من الراحل صائب عريقات – إلى أنه “لا يوجد شريك في الجانب الإسرائيلي لصناعة السلام”، معتبراً أن الدور الأمريكي “لا يرتقي إلى مستوى طرح الرؤية السياسية، وهو ما يمثل نقطة خلل”.
أوساط إسرائيلية تقدر أن ما تسميه “معركة الخلافة” في اليوم التالي لأبي مازن قد تتحول إلى فوضى عنيفة وهجمات مسلحة، ولذلك فإن الاحتلال يعمل على تعزيز مكانة السلطة الفلسطينية، وفي الوقت ذاته تأمل في تشكيل القيادة الفلسطينية المستقبلية دون أن تكون “بصماتها مكشوفة”.
ويقول الخبير العسكري رون بن يشاي في مقال بصحيفة “يديعوت أحرونوت”، إسرائيل تراقب ذلك وسط تقديراتها بأن معركة القيادة في السلطة الفلسطينية ستتحول إلى فوضى عنيفة بين المتنافسين الفلسطينيين، وقد يمتد ذلك إلى موجة عمليات مسلحة ضد إسرائيل، وتعطل حياة المستوطنين اليهود، وسيحبط أخيرًا أي فرصة للتوصل لتسوية سياسية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني”.
وأكد أن “الأوساط الأمنية الإسرائيلية تقدر أن هناك سيناريوهات أقل سوءًا لما سيحدث في اليوم التالي لأبي مازن، لكن كبار المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية، بمساعدة جهاز الشاباك والاستخبارات العسكرية، توصلوا إلى أن سيناريو الكابوس المذكور أعلاه بات معقولا”.