مهرجان عرابة, من التاريخ وما بعد.
قبل ان يجرفنا التحليل الى بحره, لا بد بداية ان نقول بان مهرجان عرابة لاحياء ذكرى النكبة والتضامن مع سوريا, تم اجتراحه, على يد اشاوس مبدئيين من عرابة ومن اللجنة الشعبية, وذاك رغما عن كل العراقيل المفتعلة عنوة, والهجوم السافر الاخرق.
سيسجل التاريخ اذا, عن بداية لاحياء النكبة في موعدها وذاك في عام 2014 , الى جانب فعاليات في الموعد العبري.
اللافت للنظر والمهم سياسيا وفكريا, هو الانقسام بين مهرجانين متقابلين, الاول للحركة الاسلاموية ربيبة الرجعية وراس الحربة لدى الاقلية في المؤامرة على سوريا, ومهرجان القوى الوطنية والتقدمية المعادية للثالوث الدنس, هذا هو الانقسام الحتمي, فيه اختارت لجنة المهجرين ان تصطف الى جانب مهرجان الحركة الاسلاموية, الحركة التي قاطعت مهرجان لجنة المهجرين. التذيل سمة النفوس التي تخضع لمنطق موازين القوى, فصبرا على تلك النفوس دون مجالدتها. فمن فضل مهرجان عرابة, انه وضح طبيعتها.
ما الذي يميز مهرجان عرابة؟ هو السياسي بامتياز: اولا: النكبة لم تكن حدثا في التاريخ, وهو قابل للتكرار في امكان اخرى, طالما بقي وحدة وتحالف الثالوث. من يحي نكبته بعقل صاغر صغير متقوقع دون الالتفات الى ما تقترفه ايدي الثالوث اعدائه اليوم في سوريا, فان نكبته بغبائه وضحالته ستدوم وتدوم. ثانيا: المعركة مع الثالوث الذي سبب النكبة, لا تقوم بالمحاججات الكلامية والاخلاقية, بل بموازين القوى المادية على ارض الواقع. ومهرجان عرابة وبالذات قبيل انتخابات الرئاسة السورية, اعاد التاكيد على الكتلة الكفيلة بالحاق الهزيمة للثالوث, ونعني وحدة الشعب والجيش والقيادة. ثالثا: نجاح مهرجان عرابة الشعبي, بكل ما ترمزه عرابة, اثار سخط قوى الظلام والرجعية والانتهازية وربائب الثالوث, وهذا شهادة فخر واعتزاز للجنة الشعبية وللقوى في عرابة.
اليقين ان الدروب ما بعد عرابة اصبحت سالكة, واللجنة الشعبية قابلة للتحدي وقادرة عليه. |