" سلام عليكم شهداء سورية العظام ...
سلام عليكم يوم ولدتم ويوم استشهدتم ويوم تبعثون أحياء عند ربكم ...
سلام عليك أيها الطفل الشهيد ، وأنت تهدد القتلة بأنك ستقول لربك عن كلّ شيء فعلته عصابات القتلة والمجرمين من وهابيين وتكفيريين بكم ...
لعلّها كانت آخر كلمات نطقها ذلك الطفل من ( عدرا ) قبل أن تقضي عليه رصاصات الغدر ...
آخر البوح الممزوج بكمّ هائل من الألم والأمل من طفل بريء ...
قل لربّك عندما تلقاه – ولعلّك قد لقيته فور استشهادك - ... قل له أنك متّ مظلوما ...
قل له أنك قتلت من غير ذنب سوى أنك طفل عربيّ سوري تآمرت على طفولتك كل قوى الشرّ على كوكبنا ...
أيها الطفل العربي السوري الشهيد ...
قل لربك أن القتلة مسلمون ... أو على الأقلّ ، هم يقولون أنهم مسلمون ...
قل لربك أن المجرمين قد احتفلوا بقتلك وسط تكبيرات وتهليلات وطقوس أخرى لا تفهمها ولم ترها في حياتك القصيرة ...
قل له – وهو يعلم بالتأكيد ... أليس هو الربّ ؟! – أن عشرات الآلاف غيرك من الأطفال قد حرموا من الحياة تحت يافطة الدين الظلامي الذي اخترعه محمد بن عبد الوهاب ورعته مهلكة آل سعود الوهابية ...
أخبره أيها الطفل الشهيد بأن ما يجري في سورية هو معركة بين الإسلام الحقيقي الوسطي والإسلام الوهابي المتطرف ...
قل له – وهو يعلم – أن ماكينة القتل الجهنمية ، إنما تتم تغذيتها بالمال والسلاح من نفط العرب المسلمين من مشيخات وممالك دول الخليج ... ممالك الرمال ومدن الملح ...
أعلم أنك ستقول له الكثير ... ولكن ...
قل له ... أنك ستحتفظ بحقك ... ولن تسامح من قتلوا البراءة في قتل طفولتك ...
اطلب من ربّك ألا يسامحهم تحت أيّ ظرف حتى ولو سامحتهم الدولة والشعب درءا لفتنة اكبر ولاعتبارات سياسية تراها ...
أيها الطفل العربي السوري الشهيد ...
أعلم ربك بأنك أنت أيضا لن تسامح القتلة ولن تعفو عنهم ، وأنك ستقتصّ لنفسك منهم ، حتى ولو اختبأوا تحت عرش الربّ نفسه ...
أيها الطفل الشهيد ... من المؤكد أنك الآن في الجنّة ... فالأطفال طيور الجنّة ...
هنيئا لك استشهادك يا صغيري ...
فاستشهادك في هذا العمر الغضّ كان صرخة مدوّية في وجه هذا العالم الظالم ... لعله يستفيق من غيبوبته التي طالت " .. |