اطمئنوا لن تندلع الحرب
د.عدنان بكرية
كثرت التهويلات والتهديدات بضرب سوريا منذ يومين وعلى خلفية الاسلحة الكيماوية وهنا لا اريد الدخول حيثيات وحقائق الكيماوي بل اريد الخوض في منطق وواقعية الضربة العسكرية المحتملة او المزعومة التي يروج لها الاعلام والساسة وبرغم ثقل هذه التهديدات العلنية التي تنطلق من عواصم متعددة وقادة الغرب والشرق الا انني ارى ان احتمال اندلاع الحرب يكاد يكون معدوما او ضئيلا للغاية .
والسبب ان اية ضربة توجه لسوريا سيكون لها تداعيات سلبية ووخيمة على المنطقة والعالم باسره ..فضربة من ها النوع ستشعل النار بالمنطقة وتمتد السنتها لتطول دول الخليج وتركيا واسرائيل ..ايران لن تقف مكتوفة الايدي وكذالك حزب الله فهم سيدخلون في مواجهة مباشرة مع اسرائيل وستسقط الاف الصواريخ يوميا على الاهداف الاسرائيلية والخليجية .
لقد تعودنا على الغطرسة الامريكية والغباء الاسرائيلي لكن ان يصل الغباء لدرجة اشعال العالم فهذا مستبعد .
الولايات المتحدة لولا اسرائيل وسلامة الدولة العبرية لتدخلت منذ زمن طويل وهي وان لم تتدخل فليس من باب الحرص على العرب بل حرصا على اسرائيل وامنها وتجنيبها الدمار ...حرصا على قواعدها العسكرية في قطر وحرصا على مصالحها فهي غير معنية بالدخول الى المجهول من جديد وتكرار تجربة العراق وافغانستان .
هناك معادلات دولية جديدة لا يمكن للغرب تجاهلها وهي وجود روسيا كقوة ندية لا يمكنها الصمت ازاء اية ضربة احتمالية قد توجه لسوريا وروسيا وحتى وان لم تتدخل بشكل مباشر في الحرب الا انها ستحارب وبقوة من وراء الكواليس حرصا على عدم عولمة الحرب وتحويلها الى حرب عالمية .
التهديدات الامريكية والاسرائيلية لا تعتبر الا ورقة ضاغطة وترهيب لسوريا من اجل حصد مكاسب في التسوية النهائية التي باتت قريبة على ما اعتقد اذ ليس من المعقول ان تتهيأ امريكا للحرب في الوقت الذي يجري فيه كيري اتصالا ولاول مرة بنظيره السوري وليد المعلم .
الاحتمال الاخر هو ان تكون اسرائيل وامريكا غبيتان الى حدود المقامرة بالامن العالمي وبامنهما وهنا ستقع الكارثة والتداعيات التي ستحرق الاخضر واليابس ..واتمنى ان لا يكونوا اغبياء الى حدود اشعال الجحيم |