قائمة العار ..العار عاركم ايها التكفيريين
د.عدنان بكرية

نشرت صفحة ما يسمى "العربية الموحدة" على صفحتها صورا لكتاب وناشطين سياسيين من الداخل الفلسطيني عام 48 وعنونت البوستر "قائمة العار ضد المشروع الاسلامي" ..لا يهمنا البوستر ومن يقف وراءه سواء كانت جهة رسمية للحركة الاسلامية الشق الجنوبي ام مجرد شخص ينتحل الاسم بقدر ما يهمنا الرسالة التي تحملها وتداعياتها .
كما يبدو فان التكفيريين الجدد بدؤوا بنشر وباءهم هنا في الداخل الفلسطيني من خلال شن حملة على من يخالفهم الرأي ويفضح مشاريعهم المشبوهة التي ازكمت الانوف في العالم العربي واصبحت مكشوفة للجميع ونتيجة لضعف حجتهم يلجؤون لاساليب "مافياتية" غريبة على مجتمعنا العربي المتآخي هنا .
قبل فترة هاجموا من يخالفهم الرأي على منابر المساجد وكفروا الطائفة الدرزية العريقة واليوم يعاودون الهجوم والتحريض بطريقة اعلامية واسعة وهو التحريض على اشخاص باسمائهم وصورهم وكأنهم يريدون ايصال تهديد مباشر وتعميم هذا التهديد على تنظيم الاخوان العالمي والجهات التكفيرية الاسلامية والاخطر في الامر انهم سمحوا لأنفسهم بتصنيف الناس وتكفيرهم !
انا عن نفسي استطيع القول وبكل جرأة بأنني نعم اقف ضد مشاريعهم اصلا هم لا يملكون مشاريع سياسية او فكرية هم يملكون مشاريع ظلامية ..مشاريع فتنة تدميرية كما هو حاصل في سوريا ومصر وتونس وباقي الاقطار العربية .
الامر الآخر والذي يستحوذ التنبه والسؤال ..من نصبكم اوصياء على المشروع الاسلامي وعلى الدين .. ومن اعطاكم الحق بتكفير الناس وتصنيفهم وفق امزجتكم الخاصة ؟
ان وقفنا ضد بقر البطون والصدور واكل لحوم البشر في سوريا فهل هذا يعني اننا نرتكب العار ..وان وقفنا بصلابة ضد استغلال الدين وتوزيع الفتاوى الساقطة يمينا وشمالا فهل هذا يعني اننا ضد الاسلام ؟!
وان وقفنا ضد فتوى "جهاد المناكحة" الظلامية الجاهلية ..فهل هذا يعني العداء للاسلام والمسلمين؟ وان وقفنا ضد تبعيتكم واندماجكم بمشاريع امبريالية غربية فهذا يعنيي اننا نعادي الاسلام ؟ كفى تجارة بالدين وبالاسلام
وان وقفنا ضد الدكتاتورية الاسلامية في مصر فهل هذا يعني بأننا ضد الاسلام ؟
هناك عمليات خلط متعمدة تجري ومحاولة اقحام كل شيء بالاسلام واتهام من يعارضهم ويفضحهم بأنه معادي للاسلام !
وعودة "لقائمة العار" التي نشرها هؤلاء فانها تعبق برائحة الفتنة والتحريض على مجموعة من كتاب وناشطي الداخل الفلسطيني ..وان كنت لا احمل القضية محمل الجدية الا انه يجب التنبيه وعدم الصمت لأن الصمت من شأنه ان يطلق العنان لهؤلاء الجهلة للتمادي والاسفاف والتحريض وقد تتطور الامور مستقبلا ويصبح التكفير والتحريض صفة ملازمة لهم واسفين يدق في جسد مجتمعنا
واقول لمن يهمه الامر من مؤسسات قيادية للمجتمع العربي هنا ..لا تسمحوا للفتنة ومروجيها بالتمادي والتطاول اكثر ..فنحن مجتمع تعددي لا يلغي احدنا الآخر ما دام النقاش يجري باسلوب حضاري دون التعدي على حرية الفرد ومعتقداته ..فمجتمعنا ليس بحاجة لتكفيريين جدد ..بصراحة يجب ان لا يمر الموضوع مر الكرام حتى لو نزعوا هؤلاء مسؤوليتهم عن فحوى ما نشر على صفحات الفيس بوك لاننا لا نريد ان تتكرر وتتأزم الامور اكثر ..فنحن دعاة حوار لا دعاة فتنة .
ما يقلقني فعلا هو صمت من تحمل صفحة الفيس بوك اسمه وهي "العربية الموحدة"فبرغم نشر الدعوة التحريضية منذ اسبوعين تقريبا لم يكلفوا خاطرهم حذف المنشور او استكاره والتبرء منه ... بل ادعى احد المشايخ ان الصفحة غير تابعة لهم ..فاذا كانت الصفحة ليست لهم فلماذا لا يستنكرون هذه الفعلة على صفحتهم الرسمية برغم انتشار الموضوع على صفحات الفيس بوك ..ولماذا لا يجرؤون على انكار واستنكار هذه الفعلة وعليه فان "العربية الموحدة" تبقى المتهم الاساسي صاحب الفعلة الفتنة الى ان يصدر بيان رسمي يوضح الامور ويتبرأ مما كتب .
|