نتنياهو يبدأ حملته الانتخابية في غزة
د.عدنان بكرية
قبل اربع سنوات وفي مثل هذا التوقيت والمناخ السياسي الداخلي الذي يسيطر على اسرائيل قادت "تسيبي ليفني" رئيسة الوزراء انذالك معركة على غزة لتثبيت اقدامها في سدة الحكم وكانت النتيجة زوال ليفني عن رئاسة الحكومة وتسلم نتنياهو الحكومة ..واليوم وفي نفس الظروف أي قبل الانتخابات الاسرائيلية يقوم نتنياهو بحملة مماثلة في قطاع غزة والهدف استقطاب الناخب الاسرائيلي لان معيار قوة المرشح الاسرائيلي في المجتمع الصهيوني هو مدى عداؤه للعربي وبالتحديد الفلسطيني!
نستطيع القول ان هذه الحرب هي حرب سياسية انتخابية بامتياز وليست حرب امنية كما يدعي الحكام الصهاينة ..لا شك ان تعاظم قوة المقاومة في غزة تقلق الاسرائيليين ..لكن ومع ذالك نلمس بوضوح بصمات الانتخابات الاسرائيلية على هذه الحملة البربرية ..
فزواج نتنياهو ليبرمان وبنود عقد هذا الزواج تحتم شن مثل هذا العدوان تلبية للرغبة اليمينية العدوانية الجامحة لليمين الاسرائيلي المتطرف بزعامة نتنياهو وليبرمان ناهيك عن المصالح الانتخابية لباراك والذي وكما تشير الاستطلاعات انه لن يتمكن من الفوز بمقعد انتخابي بالانتخابات القادمة بعد شهرين ..
تقاطع مصالح باراك مع مصالح ليبرمان ونتنياهو ادى الى شن هذا العدوان الغاشم .
فظهور نتنياهو وبارك امس على المنصة الاعلامية بعيد انفضاض الاجتماع الامني المصغر اعطى انطباعا لمن يعرف الرجلين.. انهما ومنذ تلك اللحظة يحاولان استثمار نتائج العدوان استباقا وقبل ان يحصدوا اية نتائج واقعية تذكر ..ظهرا وكانهما يقولان للناخب الاسرائيلي ..عليك ان تتذكر هذا في يوم الانتخابات ويبدو ان الرجلان قد بدءا دعايتهما الانتخابية في غزة واحداث غزة ستكون بالنسبة لهما مادة اعلامية دسمة خلال الحملة الانتخابية .
لا اعتقد ورغم التهديدات ان اسرائيل قادرة على مواصلة عملياتها او توسيعها بحيث تتدرج الى مواجهة برية ..فحرب برية لن تكون مضمونة النتائج ولن تؤدي الى حصد مكاسب لاسرائيل وعندها ستكون نتائجها عكسية على نتنياهو وباراك انتخابيا ناهيك عن ان المجتمع الاسرائيلي لا يستطيع البقاء في الملاجئ لفترة طويلة .
ما يمكن استخلاصة من دوافع هذا العدوان ان اسرائيل تريد التأسيس لهدنة طويلة الامد مع المقاومة الفلسطيني اضافة لحصد بعض المكاسب مثل اغتيال الجعبري وتدمير بعض من قوة المقاومة من اجل استثمارها على المنصة الاعلامية ..فاسرائيل ليست جاهزة اعلاميا وسياسيا واجتماعيا وحتى عسكريا لعدوان طويل الأمد |