الشعب الفلسطيني في حفرتي فتح وحماس
د.عدنان بكرية
لماذا تصر حركتي فتح وحماس على زج الشعب الفلسطيني بأكمله في حفرتيهما ؟!
ما يحصل بشأن المصالحة الفلسطينية يدعو للسخرية والقلق ..السخرية على ما آلت اليه المصالحة من تناطح بين طرفي المعادلة فتح وحماس والقلق على مصير ومستقبل القضية الفلسطينية بعد ان تم زجها في أتون الصراع الفئوي والفصائلي بين حزبين اثبتا فشلهما على كافة الأصعدة السياسية والعسكرية وحتى الاستراتيجي .
كل المؤشرات تدلل على انه ليس هناك خلاف جذري بين الفصيلين لا من ناحية التعاطي مع الاحتلال ولا من ناحية كيفية إدارة الصراع .. فكلاهما لا يمتلكان أية استراتيجية مستقبلية واضحة وحتى ان حركة حماس التي كانت تتغنى بالمقاومة وتحرير فلسطين لم تعد قادرة بالعزف على نفس السيمفونية والأوتار فهي تنازلت عن جزء كبير من أجنداتها وخياراتها نزولا عند رغبة الإرادة الدولية وتماشيا مع مصالح الحركة الذاتية .. وبات الخلاف بين الفصيلين لا يتعدى خلاف حول تقاسم الكعكة والسيطرة على الوزارات .
المؤلم في المشهد الفلسطيني هو حصر الصراع بصراع بين فصيلين لا شريك لهما على الساحة الفلسطينية وكأنهما تقاسما الشعب الفلسطيني والإرادة الفلسطينية وحتى ان الطموح والحلم الفلسطيني صار رهينة بأيدي قادة الفصيلتين .. لم يمر الفلسطيني بوضع مأساوي وكارثي كالذي يمر به اليوم .. من انعدام الخيارات وعدم امتلاك استراتيجيات وبرامج وطنية شاملة وحتى عدم تفاعله مع الأحداث الجارية على المستويين العربي والعالمي .. فالشعب بات رهينة لخيارات فصائلية عفي عليها الدهر ولا يمكنها إن تؤمن ولو جزء بسيط من طموحات وأحلام الإنسان الفلسطيني ..فلا يكفي ان نطرح قضية التحرير وإقامة الدولة حتى نكون وطنيين ومخلصين وأين لقمة الفلسطيني وكرامته التي تداس كل يوم ؟
ولا يكفي ان نطرح قضية القدس واللاجئين حتى نكون أصحاب برامج متميزة ..فماذا فعل الفصيلان بشأن القدس واللاجئين وهل استطاعوا ان يزحزحوا الموقف الاسرائيلي والدولي قيد أنملة ؟!
فالشعارات وحدها لا تكفي لنمتلك الجدارة والأحقية بقيادة الشعب والأمر من هذا كله هو زج الشعب الفلسطيني في حفرتي حماس وفتح وحبس طموحه في زنزانة الفصائل وجعله رهينة في قفص مصالحها الذاتية الضيقة.
في كل لقاء بين الطرفين تتكشف الفضائح أكثر وأكثر ويتبين بأن ما يطرحه الطرفان ليس له علاقة بمصلحة الشعب الفلسطيني وقضية التحرير بل هو مجرد خلاف عابر حول الكراسي والسيطرة والحكم
|