إلجموا "هبلان" المقاطعة
د.عدنان بكرية
عبد ربه صمت دهرا ونطق عهرا
ظل الموقف الفلسطيني إزاء ما يحصل في سوريا إما صامتا وإما داعما ومنسجما مع توجهات شيوخ الخليج وبرز العهر بأبشع صوره عندما تنازل المندوب الفلسطيني بالجامعة العربية عن رئاسة الجلسات لصالح قطر مقابل إغراءات مالية وهذا ما جعل قطر تصول وتجول وتفصل المواقف ضد سوريا وفق ما ترسمه لها الإدارة الأمريكية وحلف الناتو .. هذا الموقف اقل ما نقول فيه انه موقف تآمري على على سوريا وعلى توجه غالبية أبناء الشعب الفلسطيني الذي يعي طبيعة الأزمة السورية ومحركيها من المتآمرين مع الغرب .
كنا نتوقع ان يبقى الموقف الرسمي الفلسطيني متسما بالصمت والضبابية والتأتأة الغير مبررة الى ان أطلق ياسر عبد ربه تصريحه المخجل منتقدا خالد مشعل قائلا "ليس من حق مشعل التوسط لصالح نظام الاسد" .. ياسر عبد ربه ينتمي لهيئة فلسطينية رسمية وموقفه يعبر عن موقف تلك الهيئة (اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير) هذا الموقف المخزي والمشين والمتناقض مع موقف الشارع الفلسطيني يستدعينا لإدانته بشدة وسحبه فهو في الحقيقة موقف يدعو لاستمرار الأزمة السورية ومؤيد لما يحصل ..فالتصريح أطلق يوما بعد التفجيرات الإرهابية التي وقعت في حي الميدان بدمشق ..ولماذا هذا التصريح المشين والذي يتناقض كليا من أخلاق وسلوك الشعب الفلسطيني.
لا يكفي ان م.ت.ف لم تتخذ موقفا واضحا ضد الإرهاب في سوريا بل تتمادى وعلى لسان أمين سرها لتأجج الفتنة في سوريا .. والأمر الآخر وليس دفاعا عن مشعل فلنا ما يقال بالنسبة لمواقفه من سوريا..اذ انه لا يحق لعبد ربه ولا ل م .ت.ف ان تتدخل بوساطة مشعل أو غيره من الوسطاء بالشأن السوري وكان عليها أن تبارك خطواته للتوسط بين الاطرااف في سوريا حقنا لدماء الشعب السوري .
وعودة لتصريح عبد ربه والذي عودنا على مثل هذه المفاجآت المرفوضة ..فهو وقبل أشهر أعلن ان السلطة الفلسطينية ستقبل بالاعتراف بيهودية الدولة الأمر الذي يعني بالنسبة لنا نسف حق اللاجئين ونسف شرعية وجود فلسطينيي ال 48 داخل وطنهم .. وسرعان ما سحب تصريحة بعد ساعات وتحت وطأة الاحتجاج الشعبي الفلسطيني ..فتصريحه الأمس حول رفضه لوساطة مشعل بالشأن السوري يكشف عن حقيقته وحقيقة الهيئة التي ينتمي اليها اذا لم تقدم الهيئة على استنكار التصريح واستبداله ببيان آخر يلطف الأجواء .
قليل من الوفاء مطلوب
نقول أحيانا الصمت أفضل من مثل هذه التصريحات التي تسيء للشعب الفلسطيني قبل ان تسيء للشعب السوري .. سوريا لا تستحق هذا الموقف من القيادة الرسمية الفلسطينية .. فهي التي آزرت شعبنا ودعمت نضالاته السياسية والعسكرية على مر التاريخ الحديث وهي التي وقفت وما زالت تقف عثرة بوجه المخططات التي تستهدف شعبنا وقضيته ونحن اليوم لسنا بحاجة للتعريف بسوريا ودورها النضالي بل نحن بحاجة لتذكير من يتنكرون لهذا الدور بأنه لو قدر الله وتفككت سوريا وسقط نظامها الحالي فان اكبر المتضررين سيكون الشعب الفلسطيني وقضيته
من حق سوريا أن تعتب على الموقف الفلسطيني الغريب.. من حق سوريا أن تعتب على حماس قبل فتح.. فلا يجوز في هذه الظروف الخطيرة ان يتسم الموقف الحمساوي بالضبابية وإمساك العصا من وسطها ولا يجوز ان يبقى الموقف الرسمي الفلسطيني صامتا حتى الآن دون ولو حتى إدانة للتفجيرات التي استهدفت دمشق .. لكن فان الموقف الرسمي الفلسطيني مرهون بموقف شيوخ الخليج ودعمهم المالي للسطة الفلسطينية تماما كما حصل مع مندوبها بالجامعة العربية .
فقليل من الوفاء تجاه سوريا مطلوب وواجب
|