أسيرات ال 48 والخطأ الفظيع
د.عدنان بكرية
من الصعب على العقل البشري ان يتقبل ذريعة الإخوة في حركة حماس بان عدم تحرير أسيرات ال 48 الثلاثة جاء نتيجة خطأ وقع به المفاوض الفلسطيني نتيجة عدم درايته الدقيقة بعدد الاسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال .. فالمفاوض الفلسطيني والذي فاوض على أدق التفاصيل في صفقة الأسرى لا يمكنه أن يقع في خطىء كالذي وقع .. انه "عذر أقبح من ذنب" فالاعتراف بالخطأ هذا يعتبر فشلا ذريعا للصفقة وفشلا ذريعا للمفاوض الفلسطيني .. فكيف للمفاوض ان يدير هذه المفاوضات دون ان يدري عدد الاسيرات بالضبط وحتى تاريخ وملف كل أسير وأسيرة ؟ وكيف له أن يبرم صفقة دون العودة الى سجلات السجناء ومراجعتها بكل تفاصيلها .. إذن فالذريعة التي أوردتها حركة حماس غير مقبولة ولا يمكن لأحد ان يهضمها بهذه السهولة .
أهالي الأسيرات فرحوا وتهيئوا لاستقبال فلذات أكبادهم فور اعلان خالد مشعل في خطابه عن انه سيتم تبييض السجون من كافة الاسيرات وقال لن يبقى في السجون الاسرائيلية أي سجينة ..وجاءت المفاجأة المزلزلة عندما نشرت حماس واسرائيل قوائم المنوي الافراج عنهم من السجون ولم تشمل القوائم اسيرات ال 48 – لينا جربوني – ورود قاسم و خديجة .. وعلت التساؤلات عن سر ما حصل .. هل هو خطأ كما تقول مصادر حماس .. ام ان هناك اسباب لا يعرفها الا المفاوض نفسه ؟
نحن لا نشكك بتاتا بمصداقية حركة حماس والمفاوض الحمساوي .. لكن من حقنا ان نسأل كيف يحصل خطأ من هذا النوع ؟.. خطأ مصيري سيكون له تداعياته وستستغله بعض العناصر المغرضة للطعن بالصفقة وصدقيتها .. خطأ اذاب الفرحة والبسمة عن وجوه قطاع كبير من ابناء شعبنا ممن يعيشون بالداخل الفلسطيني .. نحن للحقيقة فرحون جدا لتحرير اسرى شعبنا ولا نؤمن بالتقسيم الفصائلي والجغرافي .. لكن علينا ان نحذر من ان عملية الاستنثناء جرت بخبث اسرائيلي بارع .. فاسرائيل تعتبر هؤلاء الاسيرات "اسرئيليات" كونهن يحملن الجنسية الاسرائيلية وأتمنى ان لا تكون حماس قد بلعت الطعم واعترفت بالتصنيف والفرز الاسرائيلي الخبيث .. لان وقعه سيكون مأساويا على فلسطينيي ال 48 .. هذا الجزء الذي صمد في وطنه وقدم الغالي والرخيص على مذبح التضحية الوطنية .. هذا الجزء من الشعب الفلسطيني لا يمكنه ان يقبل بهذا التصنيف ولا يمكنه ان يصمت على من يقبل به .. فنحن لسنا بحاجة لاعتراف أي كان بهويتنا الوطنية الغير قابلة للتصرف .
اذا كانت حماس قد وقعت بخطأ .. فالمطلوب منها تجميد صفقة التبادل الى حين تصحيح الخطأ .. لا نقول الغاء الصفقة بل تجميدها .. لاننا لسنا أنانيين ولا يمكننا ان نقبل بالغاء الفرحة العارمة التي تجتاح أوساط الشعب الفلسطيني وذوي الأسرى ..المطلوب من حماس تصحيح هذا الخطأ فالأمر يتعلق بفتيات أسيرات وليس برجال اسري ..
|