أين اختفت الأحزاب العربية في يوم النكبة ؟!
د.عدنان بكرية
لا نتجنى على احد خاصة وان الأمر يتعلق بمناسبة أليمة تمر على شعبنا الفلسطيني.. ذكرى النكبة والتي كان لها يوما مميزا لم يشهده التاريخ منذ عام 48 .. وفي هذا اليوم يحق لنا نسأل قيادات الأحزاب العربية في مناطق ال 48 .. أين اختفوا عن المشهد السياسي والميداني في هذا اليوم التاريخي والهام والمفصلي في مسيرة القضية الفلسطينية ؟!
حصل ما توقعناه .. غياب تام للأحزاب السياسية والتي من المفترض أن تبادر هي الى قيادة المسيرات الفردية التي انطلقت نحو "كفر برعم "مقابل مارون الراس .. كان من المفترض أن تبادر لجنة المتابعة العليا الى تبني هذه المسيرات لتكون مسيرات جماعية تحظى بالإجماع الوطني لفلسطينيي ال 48 .. لكن ما ميز هذه المسيرات انها انطلقت بمبادرات فردية لناشطين سياسيين يستحقون التقدير والاحترام لأنهم اثبتوا أنهم أرقى من "القيادة" والأحزاب والتي ربما اتخذت قرارا بعدم المشاركة .. لا ندري خلفياته وأسبابه !ولا ندري ما الذي يجول بأذهان قياديي الأحزاب العربية هنا !
لم تعد حجة "الخصوصية" التي تبرر بها الأحزاب تقاعسها تنطلي على احد .. فخصوصيتنا تحتم علينا أن نكون أول المبادرين لهذه المسيرات التي تؤكد على حق العودة .. نقر ونعترف انه لنا خصوصيتنا .. وفي هذا المشهد بالتحديد .. تحتم علينا خصوصيتنا المشاركة الفاعلة في المسيرات خاصة وان حق العودة يمسنا نحن فلسطينييي إل 48 أكثر من غيرنا .. فمعظم اللاجئين الفلسطينيين ينحدرون من مناطق ال 48.. وكوننا قريبين من نقاط التماس مع الأشرطة الحدودية يسهل علينا المشاركة !
قلنا دائما أن هناك تراجع وصل حدود الفشل في أداء الأحزاب العربية وقياداتها وفي أداء لجنة المتابعة العليا والتي من المفروض ان تتفاعل مع الأحداث الحاصلة وان تكون السباقة الى ابتكار آليات نضالية ترقى الى مستوى التحديات التي تواجهنا .. وقلنا دائما ان الجماهير سبقت القيادات بتفاعلها الوطني الثوري .. لكن السؤال المحير .. ما الذي جعل الأحزاب تعزل نفسها عن نشاطات هذا اليوم التاريخي والذي امتزج به الدم العربي والفلسطيني في كل مكان ؟!
الكنيست أقرت قانونا يسمى "قانون النكبة" والذي يعاقب من يساهم ويشارك بإحياء ذكرى النكبة.. طالبنا وكتحدي لهذا القانون ان نجعل من يوم النكبة في هذه السنة يوما مميزا بفعالياته وأنشطته .. لكن وكما يبدو ان المفعول الترهيبي لهذا القانون اخذ مجراه لدى الأحزاب العربية .. وأكثر من هذا أقدمت الأحزاب بعزل نفسها عن التفاعل العربي العام والمميز لهذه الذكرى سواءا كان بالمشاركة أو بالتفاعل !
هذا الموقف سيسجل نقطة سوداء بتاريخ ومسيرة الأحزاب العربية هنا في الداخل الفلسطيني .. ولا يمكن لأي كان أن يقنعنا بمبررات التقاعس والتخاذل والهروب من المسؤولية الوطنية .. كما لا يمكن للجنة المتابعة قناعانا بشرعيتها وشرعية تمثيلها لفلسطينيي ال 48 في حين تترك مئات الناشطين السياسيين يواجهون غطرسة الأمن الاسرائيلي وحدهم متحدين القوانين العنصرية .
عندما نادينا بضرورة انتخاب لجنة متابعة عليا بشكل ديموقراطي لتقود نضالات فلسطينيي ال 48 .. كنا ندرك ومن خلال ممارسة هذه اللجنة بأنها لا ترقى الى مستوى التحديات .. والقرارات التي تتخذ داخل أروقتها هي قرارات مزاجية للأحزاب تترجم فيها الصراعات والتناحرات الحزبية .. هي قرارات بعيدة عن نبض الشارع وتوجهاته ..
تحت بدعة "الخصوصية"تم عزلنا عن الهم الفلسطيني الشامل ..وتحت بدعة الظروف الموضوعية والذاتية تم إجهاض العديد من المبادرات الوطنية.. وتحت ضرورة انتخاب قيادة شرعية مسئولة وجريئة .. نطالب بجراء انتخابات لهيئة وطنية تقود نضالات فلسطينيي ال 48
|