اوقفوا التآمر على ليبيا
لا شك ان ما يحدث في ليبيا من تطورات ميدانية وما نشاهده من استهداف للشعب الليبي تحت حجة " حماية الثورة " يثير في نفوسنا الاشمئزاز من الوضع الذي وصلت اليه ليبيا .. فعندما انطلقت الثورة الليبية أيدناها لانها هدفت الى تحرير الانسان الليبي من دكتاتور حكم الشعب بالحديد والنار .. لكن ما يحصل الان يدعونا لمراجعة حساباتنا وموقفنا مما يحدث هناك .. فهل حماية ثوار ليبيا تحتاج لقتل باقي أبناء الشعب الليبي وقصفهم بالطائرات والصواريخ.. وهل "الثورة" تبقى ثورة ان هي استجلب طاغوت الاحتلال ؟
فالثورة تفقد قيمتها الثورية التصحيحية ان هي ثبتت بصواريخ المحتل الأجنبي وتحولت الى اداة لاستجلاب الاحتلال .. وما يحصل الان في ليبيا عار على كل الشعوب العربية .. فعلى الشعوب ان تقف وتطلق صرختها ضد الاحتلال الغربي .. ليس تضامنا مع القذافي بل تضامنا مع وحدة الشعب الليبي وحقه في تقرير مصيرة دون تدخل اجنبي .. ليس هناك أي مبرر للتعاون مع المحتل للمطالبة بالاصلاح او اسقاط النظام ! خاصة ان هناك امكانيات وخيارات اخرى افضل من التعاون مع الغرب المنافق .
ماكنة التضليل الغربية والعربية تحاول أن توهمنا بأن الحملة العسكرية هدفها حماية أبناء الشعب الليبي .. ونحن نعرف تماما ان عاطفة الغرب لا تقطر على الشعوب العربية .. بل ان مصالحها الاستراتيجية هي التي دفعتها نحو التدخل .. فأين كانت هذه العاطفة إبان العدوان الإسرائيلي على غزة وعلى لبنان ؟ ولماذا لم تتدخل لحماية أبناء الشعب الفلسطيني واللبناني ؟!ولماذا لم يتحرك مجلس الامن لتنفيذ قرارات الامم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية كحق العودة ؟ من هنا نستنتج بأن الغرب اراد من وراء تدخله السيطرة المستقبلية على مقدرات الشعب الليبي وثرواته البترولية
حذرنا منذ البداية بأن هذا العدوان يحمل أهدافا أوسع وابعد من حماية ثوار ليبيا وهو يهدف بالأساس الى السيطرة الغربية على ليبيا ومقدراتها البترولية ..والعمليات العسكرية تثبت أن الحظر الجوي تخطى حدوده ليصل الى عمليات قصف وقتل ومهاجمة منشآت .
المواطن العربي يقف في حيرة من أمره .. فهو يظن بأن معارضته للعدوان يعني السماح لنظام القذافي بارتكاب المزيد من المجازر وتأييده للعدوان يعني إنقاذ الثوار الليبيين.. وهنا يكمن الخطأ .. لأن الثورات لن تكون ثورات اذا هي ثبتت بصواريخ التدخل الأجنبي وبإراقة دماء أبناء الشعب الليبي .. وما يحصل اليوم من تطورات دراماتيكية على الأراضي الليبية يدعونا لان نكون حذرين ومتيقظين لما يحاك ضد ليبيا وشعبها من مؤامرات عربية وغربية .. وليس بالضرورة أن نقف مع العدوان حتى نثبت مؤازرتنا للثورة الليبية.. وحتى تكون الثورة الليبية ثورة مشرفة لكل الأحرار العرب عليها أن تأخذ مسارها الصحيح دون تدخل غربي يستهدف الإنسان الليبي ويريق المزيد من الدماء الليبية.
السيناريو الحاصل أمامنا هو سيناريو العراق تماما.. فتحت بدعة أسلحة الدمار الشامل تم احتلال العراق ونهب ثرواته وأمواله . وتحت بدعة حماية الشعب الليبي يتكرر السناريو والذي سينتهي بالسيطرة على ليبيا وثرواتها .. وعليه فان ما هو مطلوب من العرب حسم موقفهم بشكل واضح وصريح دون الوقوع تحت تأثير ماكينة التضليل الغربية وإدانة هذا العدوان السافر بكل تفاصيله.. لأنه عدوان على شعب عربي ودولة عربية ويحمل في طياته إبعادا أوسع وأعمق من حماية الثورة الليبية .
يجب أن يتوقف العدوان فورا.. ويجب ان يتنحى القذافي ونظامه القمعي فورا .. وعلينا أن ندين هذا العدوان ونقف ضده لأنه عدوان على الشعب الليبي وسيترك آثارا مدمرة على المستقبل البعيد تماما كما هو حاصل في العراق
|