سوريا عرين المقاومة أم قمعالشعب
طالعتنا وسائل الإعلام بكل أنواعها أخبارومشاهد وصور أعمال القمع والعنف وضرب الشعب في درعا وحمص والصنمين واللاذقيةوالشام بجريمة التظاهر والخروج إلى الشوارع تعبيرا عن رفضه الاستبداد والظلمالواقع عليه ويطالب بشكل سلمي مشروع بمعالجة الفساد وإجراء الإصلاحات وإعطاءالحريات الإعلامية والشخصية ورفع قانون الطوارئ الذي تستعمله كل الأنظمة العربيةلقمع الشعوب بلا حسيب او رقيب في حين تتشدق وسائل الإعلام الرسمية وأبواق دعايتها من أصحاب الأقلام الرخيصة والذمم المبيوعة وأصحاب المصالح من الطابور الخامس الذينيعتاشون من صحن الحاكم بالشعارات البراقة والوعود لكسب الوقت و تضليل الشعب وقمع الأحرار وزجهم في غياهب السجون وخنق الحريات .
إن مواقف سوريا المعلنة من المقاومة وصمودها أيام الهرولة العربية إلى أمريكا والتسابق إلى التطبيع , وامتناعها عن التنازل عن الثوابت العربية الأصيلة المقاومة وامتناعها عن تقديم تنازلات يلزمها أصلا أن تقف موقفا مغايرا لكل الأنظمة العربية الأخرى, إضافة لكونها مستهدفه ويراد بها ولها أن تكون على شاكلة نظام مبارك غابر الذكر وغيرهمن الأنظمة العربية الفاسدة ,التي تسير في ركاب أمريكا وما يسمى بدول الاعتدال ,لان هكذا خاصية لا يعطيها الحق ولاالشرعية ولا المبرر لممارسات ماهر الأسد الإجرامية , فحياة الإنسان الذي به يبنى الوطن وبه يسمو ويعز, أسمى وأعظم من كل الاعتبارات الأخرى التي تقع قي حسابات هذه الأنظمةالتي أثبتت بالدليل القاطع عدم احترامها لمواطنها الإنسان فهانت عليهم الدماء والأنفسفانهالوا على جماهير الشعب العربي ضربا وتقتيلا وسفكا للدماء الزكية التي سالت مناجل كلمة الحق والحرية والعيش الكريم على أرصه وفي وطنه وإلا فما معنى الحياة فيوطن ذل وهوان .
إن مايجري في سورية اليوم مرفوض ومدان من نظام يقف على رأسه رجل مثل بشار الأسد وهو الطبيب الذي تملي عليه مهنته أولا تقديس حياة الإنسان وكرامته وعيشه الرغيد ,لا أن يتغاضى عن أفعال وجرائم شقيقه ماهر الأسد لأنه هو المسوؤل الأول والأخير عنكل ما حدث وسيحدث لاحقا من انتشار شرارة الثورة إلى كل المحافظات إن لم يستدرك الواقع ويحترم رغبات المواطنين ويقدس أرواحهم, لكن الأحداث في درعا وكل المدن السورية الثائرة تثبت أن هذا الرجل ضعيف يتوارى وراء الكواليس ووراء مستشارته د.بثينه شعبان التي أطلقت على الهواء مباشرة وعودا وفقاعات صابونية , سقط في اليوم التالي لها الشهداء نتيجة اعتداء الأمنعليهم وجرحهم وقتلهم وإطلاق النار عليهم وكأنهم في ساحة المعركة.
كان حريا ببشار الأسد أن يقرا رياح التغيير والثورات وربيع الشعوب في العالم العربي والواقع الجديد خصوصا وهو أكثر الناس معرفة كم سوريا مستهدفة ويتربصون بها الدوائر؟ فيبادر إلى الإصلاح والتغيير لان ذلك من مصلحته أولا وقبل كل شيء لان المواطن يريد حريته والعيش الكريم ولو كان بشار الأسد قدم ذلك وأعلن عن إزالة قانون الطوارئ وأجرى التغييرات والتعديلات اللازمة ولبىمعها مطالب الشعب لم كان احد يثور عليه أو يطالبه بالإصلاح بل على العكس فلو عدل الحكام العرب مع الشعب العربي وكانت انتخابات حرة ونزيهة في ظل حياة كريمة تعز وتشرف لفاز دون منازع ولكن بشار ومعه كل الحكام العرب يعيشون في قصور عاجية ولايحترمون شعوبهم ولا قيمة للإنسان ودمه وحياته عندهم ولا يتعلمون من تجارب الذي هوت عروشهم ويئسالمصير من إخوانهم زين العابدين ومبارك .
إن العتب اشد واللوم أقسى على بشار الأسد أكثر أضعافا مضاعفة نظرا لسياسته الخارجية والنقد اشد له بسبب هذا الشلال المتدفق لأبناء سورية الأبرار الذين يطالبون بحقوقهم الإنسانية المشروعة بشكل سلمي وإلا فما الفرق بينه وبين رجل مجنون مثل معمر ألقذافي الذي يقتل أبناء شعبه ويريد أن يقتل الجميع ويحرق الأخضر واليابس ليبقى هو ؟.
المطلوب من بشار الأسد : أن يكون أسدا فعلا ويوقف حمام الدم ويحاسب المسوؤلين فورا وان كان شقيقه ماهر الأسد الماهر في القتل والذبح وسفك الدماء واختلاق الأكاذيب .
إصدار مرسوم جمهوري يعلن بموجبه إلغاءحالة الطوارئ
الإفراج عن كل المعتقلين السياسيين دونتمييز او تفريق فورا لإثبات حسن نية والمسؤولية .
منح الحريات والتعددية الحزبية وتعيين موعد لانتخابات ديمقراطية .
أن يتواجد هو بشخصه في درعا وحمص والصنمين وكل الأماكن التي وقع فيها قتل للأبرياء من المواطنين للوقوف على الأحداث عن كثب من اجل متابعتها .
تشكيل لجنة تحقيق يتولى هو الإشراف عليهامباشرة احتراما لأرواح الشهداء والجرحى ورد اعتبار للمواطنين إضافة لتعويضات لكلالمتضررين .
أن يكف أيدي شقيقه عن اللعب بالنار وتسويق روايات كاذبة للتعمية والتضليل لان الأمور ان لم تعالج فمصير بشار وحكمه مثل مصيرمبارك وزين العابدين ابن علي وكل من سيلحق بهم كالقذافي وعبد الله صالح وال خليفة وال وال وأمير المؤمنين وبو تفليقه وسمو الأميروصاحب الجلالة لان ليل الظالمين زائل لامحالة وانظر التاريخ واقرأ أخبار الملوك والسلاطين ستدرك أن الحكم يدوم بالعدل ولايدوم بالظلم ولا الإرهاب ولا القمع فان الذي حكم في الأرض وقد امتدت سلطته من المحيط للخليج نام تحت نخلة وهي المقولة ": حكمت فعدلت فأمنت فنمت " فياحكام العرب إن موعدنا الصبح أليس الصبح بقريب ؟ يأتيكم بخبر يقين تشرق فيه شمس الحرية لمستقبل رغيد يعيد لهذه الأمة مجدها وعزها وكرامتها حتى تستلم لواء بناء الحضارة بكل نافع ومفيد .
ابو العلاء عبد الرحمن عبد الله
الكاتب الاعلامي
الناصرة
|