هو حاكم مدني لا أكثر
د.عدنان بكرية
اعلان السلطة الوطنية اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في نهاية السنة يعتبر استلطاخا واستخفافا بوعي الانسان الفلسطيني وارادتة ومحاولة لتكريس الانقسام الفلسطيني والاستفراد بالسلطة من قبل رموز اوسلو .. رغم ان الامور باتت واضحة بأن الانقسام لن ينتهي ما لم يتم اقتلاع اسباب وجذور هذا الانقسام وفي مقدمتها النهج الانهزامي والمهادن واحيانا الخياني للسلطة الفلسطينية .
والسؤال المطروح والمضحك .. عن أي انتخابات رئاسية يتحدث رموز السلطة.. وهل هنا بالفعل رئيس يقود دولة ذات مؤسسات وبنية وحدود وسيادة ؟
يتحدثون عن رئيس والذي وبرأي اغلبية ابناء الشعب الفلسطيني والشعوب العربية .. لا يعتبر اكثر من "حاكم مدني " على الضفة الغربية .. فعن اية انتخابات يتحدثون .. وهنا يقودنا السؤال الى استنتاجات بأن مثل هذه الانتخابات لا تعبر عن الشعب الفلسطيني ولا تعكس تطلعاته اطلاقا وليس لها مكانا في الشرعية بتاتا .
فالانتخابات البرلمانية يجب ان تشمل كافة ابناء الشعب في كل اماكن تواجدهم وغير ذالك تبقى هذه الانتخابات غير شرعية ولا مكان لها تحت كنف الاحتلال وعلى وقع التنسيق الامني والتعاون مع المحتل .. كان افضل للسلطة ان تعلن عن اجراء انتخابات لحاكم مدني يحظى برضى الاحتلال من ان تعلن عن انتخابات رئاسية وتشريعية !
انا ممن يفضلون حل هذه السلطة والتي قال عنها الاسرائيليون انفسهم بانها "اختراع اسرائيلي عبقري" لانها اراحت الاحتلال الاسرائيلي من اعباء ادارة المناطق المحتلة .. وقامت بدوره في قمع قوى المقاومة وفصائلها .. فعن اية سلطة يتحدثون وعن أي رئيس واي برلمان يتحدثون ؟
الشعب الفلسطيني يبلغ تعداده 11 مليون انسان وفقط عندما يتاح لكل هؤلاء المشاركة بالانتخابات يحق لنا الدعوة لانتخابات .. فاي شرعية سيحمل "الرئيس" الوهمي الذي سينتخب من قبل اقل من نصف مليون انسان .. ومن سيمثل ؟
ومهما يكن .. جرت الانتخابات ام لم تجري .. وهذا لا يؤخر ولا يقدم ولا يغير من الحقيقة شيئا بأن أي انتخابات لا يشارك بها كل ابناء شعبنا وتجري في الدولة الفلسطينية ذات السيادة الكاملة ... تبقى مهزلة واستلطاخا بوعي وعقل الناس |