|
|
|
|
المتواجدون حالياً |
|
المتواجدون حالياً : 111 |
|
عدد الزيارات : 68664764 |
|
عدد الزيارات اليوم : 24126 |
|
أكثر عدد زيارات كان : 77072 |
|
في تاريخ : 2021-10-26 |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
دنيس روس: على واشنطن ضرب الرئيس الأسد أخيرًا لأنّه وبوتين وروحاني يؤمنون خلافًا لأمريكا بوجود حلٍّ عسكريّ للأزمة السوريّة |
2016-08-06 |
|
|
الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس:
في دراسةٍ جديدة قال دنيس روس، المُستشار السابق للرئيس الأمريكيّ، باراك أوباما، إنّ الإدارة الحاليّة تُريد تريد سحق التنظيمات الجهادية في سوريّة، ولهذا السبب يروّج البيت الأبيض حاليًا لخطةٍ تتمثل بتعاون واشنطن مع الجيش الروسي في سوريّة، عبر تبادل المعلومات الاستخباراتية وتنسيق الضربات الجوية ضدّ “داعش” و “جبهة النصرة” التي تدور في فلك تنظيم “القاعدة”.
وفي المقابل، تابع روس، الذي نشر دراسته على موقع معهد واشنطن، تقوم روسيا بإرغام حكومة الرئيس السوريّ على التوقف عن استخدام البراميل المتفجرة وشنّ ضربات جوية على المناطق التي تخلو من عناصر كلا التنظيمين.
وبرأيه، لا يُخفى أنّ القضاء على التنظيمات الإرهابية في سوريّة يعتبر هدفًا مهمًا، إلّا أنّ الخطة التي تطرحها إدارة أوباما والتي يعارضها الكثيرون في “وكالة الاستخبارات المركزية” ووزارتي الخارجية والدفاع هي خطة شائبة، فهي لن تكتفي بتحصين الحصار الذي تفرضه حكومة الأسد على مدينة حلب التي تسيطر عليها المعارضة، بل ستدفع كذلك التنظيمات الإرهابية واللاجئين إلى تركيا المجاورة، وعوضًا عن ذلك، يجدر بواشنطن استغلال هذه الفرصة لاتخاذ موقفٍ أكثر صرامة من الأسد وحلفائه.
ويأمل وزير الخارجية جون كيري أنْ يسهم هذا التفاهم مع روسيا في تحقيق تقدم في مسائل أخرى، من بينها استئناف الهدنة الجزئية لـ “وقف الأعمال العدائية” والعودة إلى المفاوضات بشأن عملية الانتقال السياسي. وهذه الأهداف منطقية، وقد كرّسها أيضًا قرار مجلس الأمن الدوليّ، بحسب روس.
إلّا أن النص المسرّب من الاتفاقية المقترحة مع روسيا، أضاف، يُظهر أنها حافلة بالثغرات الخطيرة. فالممثلون من الجانبين الأمريكي والروسي يعملون حاليًا على رسم حدود المناطق التي يعتبر فيها وجود “جبهة النصرة” “كثيفًا” أوْ “ملحوظًا”، والمناطق التي تُهيمن عليها جماعات المعارضة الأخرى، مع “بعض الوجود المحتمل لـجبهة النصرة”.
وبذلك سيبقى الأسد وداعموه الإيرانيون والروس قادرين على ضرب المعارضة من غير “جبهة النصرة” في تلك المناطق، فضلاً عن إحكام قبضة الحكومة السورية على السلطة. ولكن ما هو أكثر مدعاة للقلق أنّ حكومة الأسد تفتقر إلى القوة البشرية اللازمة للسيطرة على المناطق السنية الريفية وبالتالي ستعتمد على “حزب الله” والميليشيات الشيعية الأخرى للقيام بذلك.
ومن المرجح أنْ تقوم هذه الجماعات الطائفية الوحشية بإجبار “جبهة النصرة” وغيرها من المتمردين السنة على الارتحال إلى تركيا حيث سيصبحون، ومعهم خطر العنف المتشدد، أقرب من الغرب. وبالمثل، سيؤدي القتال إلى نزوح المدنيين السنة، وبالتالي سيُحاول المزيد منهم شقّ طريقه نحو أوروبا. وأضاف: قد تكون مبادرة الإدارة الأمريكية مع روسيا وليدة أمل أوْ يأس، ولكنّها بالتأكيد ليست وليدة خبرة، فخلال الهدنة الجزئية، استغلت روسيا ثغراتٍ مماثلة سمحت لها ولحكومة الأسد بمواصلة قتال الجماعات المعارضة من غير ” النصرة” و”داعش”، وقد أتاحت هذه الانتهاكات للأسد وحلفائه كسب الأراضي ومحاصرة حلب، قال روس.
ويبدو أنّ إدارة أوباما تعتقد أنّ بوتين يبحث عن وسيلة للحدّ من انخراط روسيا في الحرب الأهلية السوريّة. ولكننا نشك في ذلك. فبوتين أكثر اهتمامًا في إثبات أنّ روسيا وأصدقاءها ينتصرون في سوريّة وأمريكا تخسر. وهو لن يغيّر نهجه إلّا إذا اقتنع أنّ منهجيته أصبحت مكلّفة للغاية. ولكن، أوضح روس، بما أنّ بوتين يعلم أنّ أمريكا لن تتخذ أيّ إجراءٍ بحقّ روسيا عقابًا على للأسد، فمن المرجح أنْ يتعامل هو والأسد مع هذا الاتفاق الناشئ بطريقة لا تختلف عن تعاملهما مع سابقاته. غير أنّ هناك بديلاً آخر، برأي روس، وهو معاقبة الحكومة السورية على انتهاكها الهدنة عبر استخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ الجوالة لضرب مطارات وقواعد الجيش السوريّ ومواقعه المدفعية التي ينعدم فيها وجود القوات الروسيّة.
وبحسبه، يقول معارضو هذه الأنواع من الضربات المحدودة أنّها ستحث روسيا على تصعيد النزاع وإقحام واشنطن بشكل أعمق في سوريّة. إلّا أنّ هذه الضربات لن تنفَّذ إلا إذا تَبيّن أنّ حكومة الأسد خرقت الهدنة نفسها التي تعلن روسيا التزامها بها. ولعلّ إخطار روسيا بهذا الرد يمكن أنْ يردع أي انتهاكات مماثلة للهدنة وللاتفاق العسكري المقترح مع موسكو.
وعلى أي حال، سيشير للرئيس بوتين أنّ حليفه السوري سيدفع الثمن إذا لم يلتزم بالاتفاق. وبرأيه، إذا كانت روسيا ترغب في الحدّ من دورها في سوريّة، يفترض أنّ التهديد بتوجيه ضربات محدودة سيقنعها على إجبار الأسد على إحسان التصرف. وعلى العكس من ذلك، إذا صحّ قول المتشككين إنّ الرئيس بوتين لن يتعامل بجدية مع أيّ حلٍّ سياسي إلا إذا وجد أنّ تكاليف دعم الحكومة السورية تتعاظم، فمن المرجح أنْ يشكل التهديد بهذه الضربات السبيل الوحيد لبدء عملية سياسية لإنهاء الحرب.
ولطالما قال الرئيس أوباما ووزير الخارجية كيري إنّه لا يوجد حل عسكري للصراع في سوريّة، ولكن للأسف يبدو أنّ روسيا وإيران تؤمنان بوجود هذا الحل، أوْ تؤمنان على الأقل بأنّه لا يمكن التوصل إلى أي نتيجة سياسية مقبولة دون تقليص عدد المتمردين وتقوية الحكومة السورية، ولذلك حان الوقت لكي تتحدث واشنطن بلغةٍ يفهمها كلٌّ من الأسد وبوتين، على حدّ تعبير روس |
|
|
|
|
تعليقات |
|
|
|
|
|