إسرائيل رفضت السماح للعربيّ بزيارة رام الله وتل أبيب تزعم أنّ الأمين العّام للجامعة العربيّة ألغى زيارته بسبب الاحتجاجات

زعمت مصادر سياسيّة في تل أبيب، وُصفت بأنّها رفيعة المُستوى، كما أفاد موقع القناة السابعة الإسرائيليّة على الإنترنيت، إنّ الأمين العّام لجامعة الدول العربيّة، الدكتور نبيل العربيّ، ألغى زيارته إلى رام الله للقاء رئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس، بسبب موجة الاحتجاجات التي عمّت الشارع العربيّ.

وأوضحت المصادر عينها، أنّ العربيّ قام بتنسيق الزيارة من المملكة الأردنيّة الهاشميّة إلى مدينة أريحا مع سلطات الاحتلال الإسرائيليّ. بالمُقابل، كشفت مصادر فلسطينية رفيعة، عن أنّ إسرائيل رفضت قدوم الأمين العّام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، إلى الأراضي الفلسطينية، وذلك بعدما أعلنت الرئاسة الفلسطينية، في وقت سابق أمس الاثنين، عن تأجيل زيارة العربي إلى موعدٍ غير محدد، للمرة الثانية. وأكّدت المصادر، التي فضلت عدم نشر هويتها: لقد رفض الاحتلال قدوم العربي، ورفضوا أي تنسيق بشأن زيارته، على حدّ تعبيرها. في السياق عينه، قال مُراسل الشؤون العربيّة في الإذاعة الإسرائيليّة الرسميّة (ريشيت بيت)، عاران زينغر، نقلاً عن مصادر فلسطينيّة رفيعة، قال أنّ زيارة العربي إلى رام الله، التي كانت مقررة اليوم الثلاثاء، قد تمّ إلغاؤها، بعدما رفضت إسرائيل السماح لرئيس الجامعة العربيّة بالدخول إلى الأراضي الفلسطينيّة من الأردن بواسطة مروحية.

ولفت المُراسل الإسرائيليّ إلى أنّه يوم أمس جاء أنّ العربي قام بتأجيل زيارته إلى الأراضي الفلسطينيّة بسبب عدم التنسيق في مواعيد الزيارة، كما أكّدت المصادر عينها للإذاعة الإسرائيليّة. وكانت الزيارة، التي كانت مقررة أمس الاثنين، قد تأجلت إلى اليوم الثلاثاء، ثم عادت الرئاسة الفلسطينية وأعلنت تأجيلها إلى وقت غير معلوم، اليوم.

وأصدرت الرئاسة الفلسطينية بيانًا أكّدت فيه تأجيل زيارة الأمين العّام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، إلى دولة فلسطين إلى موعد آخر يحدد فيما بعد. وكان من المقرر أنْ يزور العربي فلسطين، على متن مروحية أردنية، ويلتقي برئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عباس، ويتباحثا حول المبادرة الفرنسية والجهود المطلوبة لتشكيل لجان عمل بغرض عقد مؤتمر دولي للسلام نهاية العام الجاري، فضلاً عن ترتيبات أعلنت عنها الرئاسة الفلسطينية، تتضمن زيارة العربي إلى الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل المُحتلّة.

من جانبه أبلغ مصدر مقرب من الرئاسة الفلسطينية وكالة أنباء شينخوا أنّ سبب إلغاء الزيارة التي كانت مقررة أمس وتأجلت إلى اليوم مردّه صعوبة في التنسيق لزيارة العربي. وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، أنّ كافة المحاولات الفلسطينية على مدى اليومين الماضيين لتنسيق الزيارة فشلت.

جديرٌ بالذكر أنّ الأمين العام للجامعة العربيّة العربيّ، كان قد زار مقّر رئيس السلطة الفلسطينيّة عبّاس في مدينة رام الله في العام 2012، وخلال الاجتماع الذي عقده مع عبّاس ناقش الاثنان الأوضاع الاقتصاديّة الصعبة التي تمرّ فيها السلطة الفلسطينيّة، كما بحثا الطلب الفلسطينيّ بتلقّي مساعدة ماليّة من الدول العربيّة بقيمة مئات ملايين الدولارات لسدّ العجز في الميزانيّة.

ويومها، نُشرت تقارير عربيّة وإسرائيليّة وغربيّة مفادها أنّه كان سينضّم إلى الزيارة وزير الخارجيّة المصريّ، ولكن بحسب التقارير فإنّ الولايات المُتحدّة الأمريكيّة بالتنسيق مع الدولة العبريّة منعت قيام وزراء الخارجيّة العرب من مرافقة العربيّ في زيارته إلى الأراضي الفلسطينيّة. إلى ذلك، أعربت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عن اندهاشها واستهجانها لإقدام الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، على زيارة رام الله التي لا زالت تحت الاحتلال.

وقالت الجبهة في بيان لها، إنّه في الوقت الذي تقدر فيه الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مواقف ودور الدكتور نبيل العربي في دعم القضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني، إلّا أنّ زيارة الدكتور العربي لرام الله تحمل من الالتباسات الشيء الكثير، خاصّة في ظل هذا التوقيت الذي تسعى فيه الإدارة الأمريكيّة وفرنسا ودول أخرى دفع الدول العربية إلى المبادرة بالتطبيع مع دولة العدو الصهيوني لتتجاوب الأخيرة مع المبادرة الفرنسية.

ودعت الجبهة الشعبية الدكتور نبيل العربي إلى مراجعة موقفه، وإلى التمسك برفض التطبيع مهما كانت أشكاله، ومقاومة كل الجهود التي تعمل على فرض التطبيع كأمر واقع، والانحياز فقط إلى نبض الشارع العربي الذي رفض ويرفض أي شكل من أشكال التطبيع، وهو بذلك يجسد على أفضل ما يكون تجربته الغنية وهو يودع موقعه كأمين عام لجامعة الدول العربية، كما أكّد بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.