الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
كُشف النقاب في الأيّام الأخيرة عن الوجه القبيح للعنصريّة والفاشيّة في كيان الاحتلال، ربّما ابتهاجًا باقتراب موعد بدء أعمال الحكومة الجديدة بقيادة المُحرِّض رقم واحد، رئيس وزراء إسرائيل السابِق والقادِم، بنيامين نتنياهو، المُتهّم بقضايا جنائية خطيرة مثل الاحتيال والنصب وخيانة الأمانة، وهي الحكومة، التي سيُسيطِر عليها أتباع الحاخام العنصريّ مائير كهانا، ووزراء من حركة (الصهيونيّة الدينيّة) أحد أخطر الحركات في إسرائيل وأكثرها تطرفًا وعنصريّةً.
جديرٌ بالذكر أنّ الأفعال التي كُشِف عنها، هي غيضٌ من فيضٍ، ووصولها لعدّة وسائل إعلامٍ هو الذي وضعها على الأجندة في دولة الاحتلال، كما أنّ تصوير وتوثيق الأحداث ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعيّ ساهمت إلى حدٍّ كبيرٍ في تحويل قسمٍ منها لأخبارٍ رئيسيّةٍ في الإعلام العبريّ.
في مدينة الخليل، قام جنديّ من وحدة (غفعاتي) النخبويّة في جيش الاحتلال بالاعتداء على ناشط حقوق إنسانٍ إسرائيليٍّ بالضرب المُبرِح، رماه أرضًا، فيما قام الجنديّ الثاني الذي تمّ تصويره أيضًا بتهديد الناشط المُلقى على الأرض جريحًا: “انتهى الأمر.. الوزير بن غفير سيكون المسؤول وسيقوم بتلقينكم الدرس”، على حدّ تعبيره.
ولم يتوقّف الأمر عند هذا الحد، بلْ انبرى وزير الأمن الداخليّ القادِم، العنصريّ والفاشيّ إيتمار بن غفير، وقال للقناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ إنّه يجب التحقيق في القضية، وآن الأوان لوضع حدٍّ لهذه الجماعات المُعادية لإسرائيل، التي يقوم نشطاؤها باستفزاز الجنود الإسرائيليين ومحاولة التشويش عليهم في (يهودا والسامرة)، الاسم التوراتيّ للضفّة الغربيّة، وخلق الفوضى، على حدّ مزاعمه.
أمّا رئيس هيئة الأركان العامّة الجنرال أفيف كوخافي فأصدر بيانًا دان فيه اعتداء الجندييْن على الناشط، وأمر بالتحقيق، لكنّ الأمر لم يلقَ إعجاب ما يُسّمى بـ(مجلس المستوطنات في يهودا والسامرة)، الذي سارع لتوجيه رسالةٍ، كما ذكرت القناة الأولى بالتلفزيون العبريّ، إلى كوخافي احتجّ فيها على بيانه المُتماهي مع الناشط، وهو من أعداء الكيان، كما أكّدت الرسالة، وطالبت بإجراء تحقيقٍ نزيهٍ في الحادثة، التي هدفت، على حدّ زعمها لإثارة الفوضى والتأثير على جنود الجيش الذين يعملون من أجل حراسة المُستوطنين، كما أوضحت.
الواقعة الثانية تمّ تسجيلها في مدينة القدس المُحتلّة: قبل ثلاثة أسابيع، وتحديدًا في السابع من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، احتفل المسيحيّون بعيد الصليب، وبهذه المناسبة تمّ تنظيم المسيرة التقليديّة بالقدس المُحتلّة، ولكن أبت النذالة أنْ تُفارِق أهلها: جنود من وحدة (غفعاتي)، التي تورّطت في الواقعة الأولى بالخليل، أفادت صحيفة (هآرتس) العبريّة، تمادوا في العنصريّة والفاشيّة وقاموا بالبصق على المطارنة والمُشاركين الآخرين في المسيرة، ومنهم العديد من الحجاج من دولٍ أوروبيّةٍ وأمريكيّةٍ، وبالإضافة إلى ذلك بصقوا على الصليب، وأضافت الصحيفة أنّ رجال الشرطة، الذين كانت مهمتهم الحفاظ على الأمن خلال المسيرة اعتقلوا اثنيْن من الجنود، ومن ثمّ أطلقوا سراحهما، في حين قال جيش الاحتلال للصحيفة العبريّة إنّ الجنود المشبوهين سيُحاكمون في محكمةٍ تأديبيةٍ، على حدّ زعمه.
وقال المطران كوريون باغدسريان، سفير البطريركيّة الأرمنيّة، والذي شارك في المسيرة للصحيفة العبريّة: “هذه أوّل مرّةٍ يقوم فيها الجنود بالبصق علينا وعلى الصليب. لقد وقف الجنود في المكان وعبّروا عن حقدهم وكرههم للصليب وللدّين المسيحيّ، وهناك العديد من الحالات التي يقوم فيها يهود من المتدينين بالهجوم علينا في القدس”، قال المطران باغدسريان.
الواقعة الثالثة حدثت في مستشفى (هداسا) بالقدس المُحتلّة: فقد تمّ فصل الطبيب أحمد رسلان محاجنة، جرّاح قلب ورئتين، وهو ابن أم الفحم بالمثلث الشماليّ، داخل ما يُسّمى بالخّط الأخضر، من عمله في المستشفى “هداسا”. وقد بلغت إدارة مستشفى “هداسا عين كارم” بالقدس، أمس الأحد، الطبيب محاجنة، بقرار فصله بشكلٍ نهائيٍّ، بادعاء تقديم قطعة حلوى للفتى الفلسطينيّ المصاب محمد أبو قطيش.
وجاء قرار فصل الطبيب محاجنة بعد موجة من التحريض من قبل الإعلام العبري واستدعائه لجلسة استماع مع إدارة مستشفى هداسا عين كارم في مدينة القدس، فيما تقرر فصل الطبيب من عمله بشكل نهائي، حسب شقيقه المحامي خالد محاجنة.
ورقد الفتى المصاب محمد أبو قطيش (16 عامًا) من سكان بلدة عناتا للعلاج في المستشفى، والذي ادعت الشرطة الإسرائيليّة أنّه نفذّ عملية طعن في القدس أصيب فيها مستوطن بجروحٍ خطيرةٍ.
الواقعة الرابعة كانت في مستوطنة (كريات ملآخي) جنوب إسرائيل، حيثُ تعرّض الطبيب حمد الله بدير من مدينة كفر قاسم، المثلث الجنوبيّ، داخل ما يُسّمى بالخّط الأخضر، لمحاولة قتلٍ من قبل شابٍ يهوديٍّ طعنًا بالسكين أصيب على إثرها بجراحٍ مُتوسّطةٍ، وذلك يوم الجمعة الماضي.