قوات الاحتلال الإسرائيلي، تقمع وقفة سلمية نظمها فلسطينيون في مدينة القدس المحتلة، تنديدًا ورفضًا لأعمال التجريف التي تنفذها سلطات الاحتلال في مقبرة “صرح الشهيد”/ اليوسيفية” وانتهاك حرمة الموتى.
قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الأحد، وقفة سلمية نظمها فلسطينيون في مدينة القدس المحتلة، تنديدًا ورفضًا لأعمال التجريف التي تنفذها سلطات الاحتلال في مقبرة “صرح الشهيد/ اليوسيفية” وانتهاك حرمة الموتى.
جماجم وعظام تظهر خلال عملية حفر الاحتلال
و تكشفت، الأحد عظام ورفات موتى مسلمين، دفنوا منذ عشرات السنين داخل أرض مقبرة “صرح الشهيد/ اليوسيفية” في القدس المحتلة، والتي حاول الاحتلال على مدار السنوات الماضية طمس معالم المقبرة والعمل فيها لتحويلها الى حديقة توراتية.
جرافات “سلطة الطبيعة والبلدية”، قامت بعملية تجريف في جزء صغير من أرض المقبرة “على عكس ما كان مخططاً له”، فظهرت عظام وجماجم وفك وأسنان لموتى دفنوا في المقبرة.
وتأتي عمليات التجريف، بعد أن استجابت “المحاكم الإسرائيلية” لطلب بلدية الاحتلال في القدس، وما تعرف بسلطة الطبيعة باستئناف أعمال التجريف في أرض مقبرة اليوسفية.
وفي اعقاب ذلك، توجه عشرات المقدسيين من لجنة المقابر والمواطنين الى المكان وأجبروا سلطات الاحتلال على إيقاف العمل داخل الأرض، مؤكدين على أن هذه المساحة بأكملها هي مقبرة إسلامية وقرارات المحاكم باطلة وغير شرعية.
وبدورها، حاولت الشرطة مصادرة العظام بحجة فحصها، الا ان الأهالي منعوهم من ذلك وأصروا على اعادة دفنها.
إصابتان خلال مواجهات قرب المقبرة
واندلعت مساء اليوم، مواجهات في المقبرة، في حين ذكرت جمعية “الهلال الأحمر الفلسطيني” في تصريحات لها، أن طواقمها تعاملت “ميدانيًا” مع إصابتين بقنابل الصوت التي أطلقها عناصر شرطة الاحتلال تجاه المواطنين قرب المقبرة.
وأفادت مصادر محلية وشهود عيان بأن شبانًا أشعلوا النار في منزل متنقل لبلدية الاحتلال داخل المقبرة احتجاجًا على تجريف الاحتلال للمقبرة والاعتداء على حرمة الموتى فيها.
وكانت قوات الاحتلال قد هدمت سور المقبرة والدرج في المدخل المؤدي إليها مطلع شهر كانون الأول 2020، وواصلت بعدها أعمال الحفر والتجريف في مقبرة الشهداء، والتي تضم رفات شهداء من الجيشين العراقي والأردني، وذلك لصالح “مسار الحديقة التوراتية”.
وتقع مقبرة “اليوسفية” شمال مقبرة “باب الرحمة” وبمحاذاة سور القدس الشرقي، وتتعرض منذ سنوات إلى هجمة “إسرائيلية” وحفريات، وصلت إلى مداميك أثرية قريبة من عتبة باب الأسباط.
وفي إطار ذلك هدمت قوات الاحتلال سور المقبرة الملاصق لباب “الأسباط”، وأزالت درجها الأثري أيضا إضافة إلى الدرج المؤدي إلى امتدادها من مقبرة الشهداء، تنفيذا لمجموعة مخططات إسرائيلية متداخلة، أعدت منذ فترة طويلة.
وفي عام 2014 منع الاحتلال الدفن في جزئها الشمالي وأقدم على إزالة عشرين قبرا تعود إلى جنود أردنيين استشهدوا عام 1967 فيما يعرف بمقبرة الشهداء ونصب الجندي المجهول.
وأكد الحاج مصطفى أبو زهرة رئيس لجنة المقابر أنه سيقومون بالتوجه للمحاكم لإيقاف العمل من جديد والاعتراض على قرار المحكمة الذي سمح “لسلطة الطبيعة والبلدية” القيام بأعمال داخل أرض المقبرة، مما أدى اليوم الى تجريف الأرض وظهور عظام في منطقتين.
وأضاف أبو زهرة أن عشرات الأموات المسلمين من “الشهداء وعلماء المسلمين والمواطنين” دفنوا في هذه الأرض، وهذا ما كنا نؤكد عليه في كافة المحاكم، ان تجريف ونبش القبور انتهاك سافر واستهتار بكافة المسلمين”.
يذكر أن مقبرة “صرح الشهداء” هي أرض إسلامية مساحتها أكثر من 4 دونمات، خصصت لتكون مقبرة منذ أيام أمانة القدس في العهد الأردني، وأبرزت الوثائق خلال المحاكم الفترة الماضية أن أمانة القدس قامت بتسليم هذه الأرض لدائرة الأوقاف الإسلامية التي بدورها أوقفتها كأرض وقف إسلامي لغرض توسيع مقبرة اليوسفية، وعليها عدة قبور إضافة إلى قبر صرح الشهيد ” النصب التذكاري لشهداء حرب سنة 1967″، وتحاول سلطات الاحتلال منذ سنوات القيام بأعمال تجريف لتحويلها الى حديقة توراتية، فيما وضعت مؤخرا الأتربة تمهيدا لتحويلها الى مسارات ومطلة على جبل الزيتون.