ما الذي يجري في سلوان المقدسية....ولماذا هي في دائرة التركيز الاستيطاني التهويدي غير المسبوق...؟!
*نواف الزرو
Nzaro22@hotmail.com
عصابات المستوطنين الصهاينة تستولي بحماية من عناصر شرطة الاحتلال الإسرائيلي صباح الثلاثاء-: 27/12/2022 -على أرض "الحمرا"(نحو ثمانية دونمات) في منطقة العين في بلدة سلوان بالقدس المحتلة.
ومنظمة إلعاد الاستيطانية تعلن مباشرة بدء حفريات في الأرض، وقال الباحث المقدسي رضوان عمرو، إن الأرض ذات أهمية استراتيجية (دينيا وجغرافيا وتاريخيا وأثرياً) ويدعي المستوطنون استكشاف بركة "حزقيا" من القرن الثامن قبل الميلاد.وأشار عمرو بالاتهام إلى جهات إلى بطريركية الروم الأرثوذوكس في القدس بالتواطؤ في تسريب الأرض خلال فترة الانشغال بالأعياد.
وقبل ذلك كشفت وسائل إعلام اسرائيلية الثلاثاء- الثلاثاء 08 نوفمبر-أنّ جمعية "إلعاد" تلقت 28 مليون شيكل (7 ملايين و900 ألف دولار أميركي) لدعم الاستيطان في وادي الربابة في بلدة سلوان ايضا ، وأفادت صحيفة "هآرتس" بأنّ "إلعاد"تتذرع بإقامة حدائق عامة ومشاريع زراعية وتطوير المنطقة سياحياً على حساب الأهالي، وسلب حقوقهم ومصادرة أرضهم ومنع الامتداد الجغرافي الفلسطيني في سلوان الخاصرة الجنوبية للمسجد الأقصى. بينما وضعت جمعية "إلعاد" وبإيعاز من بلدية الاحتلال في القدس اليد على أرض بملكية خاصة للفلسطينيين في سلوان، وحولتها إلى مزرعة استيطانية، وذلك ضمن فعاليات ونشاطات ما يسمى "الحديقة الوطنية" التي أقيمت في المنطقة-: 16/02/2022 -وأفادت صحيفة "هآرتس" بأن الجمعية الاستيطانية تشرف على إدارة وتشغيل مزرعة استيطانية تعليمية زراعية في القدس المحتلة، حيث تقام المزرعة على مساحة أرض بملكية خاصة للمقدسيين.
وقبل ذلك ايضاأفادت لجنة الدفاع عن أراضي وعقارات سلوان - الخميس 30 ديسمبر 2021 بأن سلطات الاحتلال هدمت 69 منزلا في بلدة سلوان، وأصدرت 172 أمر هدم لمنازل أخرى خلال العام 2021، بينما يتهدد الهدم 5600 في البلدة.
وهناك طبعا المزيد والمزيد من القرارات والاجراءات الاحتلالية من هذا القبيل ضد سلوان واهلها....!
ما الذي يجري إذن في سلوان المقدسية...؟!.
ولماذا هي في دائرة التركيز الاستيطاني التهويدي غير المسبوق...؟!
ولماذا تشهد سلوان موجات لا تتوقف من اعمال الاستيطان والحفريات والتهجير للسكان....؟!
ولماذا يخطط الاحتلال لإحلال اكثر من 25 الف مستوطن في الحي قبل العام 2030....!؟
وما هي تفاصيل 6280 امرا اداريا اصدرها الاحتلال في سلوان....؟!
فلا يكاد يمر يوم إلا ونتابع هجوما للمستعمرين المستوطنين اليهود، أو عملية إخلاء لمنزل من منازل سلوان لصالح المستوطنين، أو إقدام سلطات الاحتلال على مصادرة بيت او بيوت في المنطقة، او توجيه انذارات لعدد من السكان بإخلاء منازلهم او بهدمها بانفسهم، وكان من ضمنها قرارالقضاء الصهيون بإخلاء بناية عائلة الرجبي في حي بطن الهوى بسلوان جنوبي المسجد الأقصى من سكانها، لصالح جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية، وتتكون من 3 شقق تأوي 30 فردا من العائلة- وكالات- الثلاثاء 08 سبتمبر 2020".
ونتابع من جهة اخرى المواجهات والصدامات والاستباكات ما بين اهل سلوان الصامدين مع المستعمرين اليهود، او مع جيش الاحتلال، ونتابع ايضا إقدام المستوطنين على بناء جدار بين بيوت الفلسطينيين والبيوت التي احتلوها وأقاموا فيها بؤرهم الاستيطانية في قلب البلدة"، وغير ذلك الكثير الكثير..!.
الحقيقة الساطعة ان لا مساحة اوحدود للمخططات والاجراءات الاحتلالية في مدينة القدس، غير ان التصعيد الاخطر على مدى السنوات الماضية كان باتجاه سلوان وباتجاه حي البستان تحديدا، حيث يتركز هجوم الاحتلال، اذ تعتبر بلدة سلوان المقدسية المنطقة الاكثر تركيزا من قبل الاحتلال في قصة الحفريات حول الهيكل، فمن "يسير في الطريق التاريخي الذي يلتف حول أسوار البلدة القديمة بالقدس، ويلتف باتجاه عقارب الساعة... على اليمين تطل قبة المسجد الأقصى على الطريق الواصل بين باب الأسباط وباب المغاربة، هذه القبة التي تتجه أنظار المسلمين إليها لقدسيتها، وتتجه إليها أيضا أنظار اليهود لزعمهم بوجود الهيكل تحتها ، ويرى المسافر على يسار الطريق إشارة صغيرة برتقالية تشير إلى: "عير دافيد" باللغة العبرية، أي مدينة داوود، وإذا تبع اللافتة البرتقالية فسيجد نفسه حقيقة في سلوان".
وتعد المنطقة الواقعة جنوب أسوار البلدة القديمة والمعروفة بـ" حي سلوان " من اكثر المناطق استهدافاً نظراً لأهميتها التاريخية المزعومة لجماعات التطرف الاستيطاني. وخلال السنوات الماضية تمكنت الجمعيات الاستيطانية من السيطرة على نحو عشرين منزلاً في مناطق متفرقة من سلوان مثل " عين اللوزة " وعين الحلوة " وحولتها إلى بؤر استيطانية محاطة بحماية أمنية مشددة ، كما سيطرت هذه الجماعات على مساحة مهمة من الحي ، وكانت شرعت خلال سنوات القليلة الماضية في تهيئة المنطقة لإعادة بناء ما تطلق عليه "مدينة داود" وهي التسمية العبرانية لحي سلوان .
وهم يعتبرون هذه المنطقة قلب ما يعرف بـ" الحوض المقدس " وهي تسمية أطلقها المفاوضون الإسرائيليون في مفاوضات كامب ديفيد الأخيرة عام 2000 وأصروا في حينه على احتفاظهم بالسيطرة عليها، وكانت مخططات استيطانية عدة أعلنت في السابق لربط سلوان بالقدس القديمة، خاصة منطقة حائط البراق، منها شق نفق أسفل سور القدس يفضي إلى ساحة "البراق " ، و " الحي اليهودي " المقام على أنقاض حارة الشرف ، بغرض توفير الأمن والحماية للمستوطنين خلال تجوالهم وتنقلهم بين سلوان والقدس القديمة.
وتكمن أهمية "سلوان بالنسبة لهم " لإدعاء اليهود بوجود آثار للهيكل المزعوم"، وهذا ما أكده عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان ومدير مركز البستان للتنمية وحقوق الإنسان، فخري أبو دياب، الذي قال "إن عدد البؤر الاستيطانية في سلوان يبلغ 55 بؤرة-يضاف اليها المزيد من البؤر التي اقيمت في الآونة الاخيرة- تشمل منازلا وساحات وعمارات شقق، تتركز في "وادي حلوة" لأنهم يعتقدون بأن نشأة الدولة العبرية اليهودية- قبل ثلاثة آلاف عام -كانت في وادي حلوة".
وأوضح أبو دياب "أن طرق الاستيلاء على العقارات العربية تكون بعدة أساليب، كتزوير الوثائق أو شرائها من أصحابها ذوي الضمائر الميتة، أو تحويلها لليهود باعتبارها أملاك غائبين".
أما بخصوص الأنفاق التي يتم حفرها أسفل "سلوان" باتجاه أسوار المسجد الأقصى، فهناك خمسة أنفاق تم حفرها منذ سنوات، منها ما يصل إلى سور الأقصى وآخر يصل إلى حائط البراق، ومنها ما يصل إلى منطقة سلوان الجنوبية، وما زالت الحفريات جارية على قدم وساق". وأوضح أنه أصدر مؤخرا خرائط جديدة لسلوان تحمل أسماء عبرية للمواقع والمنشآت، من أجل فرض أمر واقع تهويدي".
ما يجعل هنا في الخلاصة المكثفة قضية سلوان بأحيائها واراضيها قضية مركزية في صميم الصراع مع الاحتلال في قلب المدينة المقدسة، فهم يعملون بلا كلل من اجل "تهويد"الحوض المقدس" المزعوم باعادة صياغته صهيونيا بما يتلاءم مع مزاعهم المتعلقة بالمنطقة، ما يعني اننا ننتقل الى مرحلة جديدة من الصراع على الهوية والسياد والمستقل..مستقبل المدينة المقدسة، مما يقتضي من كافة الهيئات والقوى المقدسية وغيرها العمل بكافة السبل الممكنة من اجل دعم صمود اهل سلوان في معركتهم الوجودية...!
|