الاحتلال إذ يقيم مقابر وهمية مزيفة لليهود ويجرف اليوسفية وقبور الشهداء ....!
*نواف الزرو
Nzaro22@hotmail.com
الاحتلال يشن حربا مفتوحة لا هوادة فيها على المدينة المقدسة واهلها، ويشن حملات تهويدية مسعورة لا تتوقف على كل الاماكن المقدسية، ولعل من احدث واخطر هذه الحملات ما تحدثت عنه المصادر الفلسطينية مؤخرا من ان "الاحتلال يقوم بإقامة مقابر وهمية ويزرع قبور مزيفة لليهود فيها في حملة تهويد وتضليل كبيرة، تستدعي يقظة فلسطينية كبيرة وتحركات مناهضة جادة وحقيقية...!
وفي اقرب التطورات في هذا الصدد كما جاء في تقرير لوكالة –وفا-مشاركة أهالي حي وادي الربابة في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى في فعاليات احتجاجية، رفضا لسياسة زرع قبور وهمية في أراضي الحي، ونصب كاميرات مراقبة تنتهك خصوصية الأهالي في المنطقة، من قبل الاحتلال الإسرائيليّ، وتسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلي للسيطرة على الأراضي الخالية في محيط المسجد الأقصى بزراعة قبور وهمية، وتستهدف منطقة وادي الربابة ووادي حلوة و"الصلودحا" في سلوان، ورأس العامود-–وفا-الجمعة-18/11/2022".
ويذكر ان الجمعيات الاستيطانية تعمل منذ عام 1978 على وضع قبور وهمية في مناطق عديدة ببلدة سلوان، بدعوى أنها كانت مقابر لليهود ويتم إعادة تأهيلها، كما وضعت سلطات الاحتلال أكثر من 50 قبرا مزيفا شمال البلدة. وأظهرت معطيات مقدسية أن الحدائق التوراتية والمقابر الوهمية التي أقامها الاحتلال في القدس، باتت تسيطر على أكثر من 5 آلاف دونم من أراضي المدينة المحتلة، وجاء في تقرير -وفا "ان من يُشرف على تخطيط زراعة القبور وتنفيذها كل من بلدية الاحتلال، وما يسمى وزارة "شؤون القدس والأديان"، و"سلطة الآثار"، وجمعية "إلعاد" الاستيطانية، وجمعيات وشركات الدفن اليهودية.
ويقول عضو لجنة الدفاع عن سلوان الباحث فخري أبو دياب: "القبور الوهمية وسيلة اخترعتها المؤسسة الرسمية الاحتلالية وأذرعها التهويدية للاستيلاء على مزيد من الأراضي المقدسية، وتحديدا الأراضي والمسطحات الفارغة، ومنع المقدسيين من التمدد والبناء"، ويضيف: "لهذه الأداة التهويدية بعد سياسي عن طريق إقامة مشاريع استيطانية وتهويدية عليها مستقبلا، وحسب القانون الاحتلالي عندما يتم وضع قبور وهمية في أي مكان في القدس يستطيعون هدم منازل أو إغلاق طرق قريبة من هذه المقابر الوهمية، حيث أغلقوا طريقا رئيسا من منطقة سلوان باتجاه بابي الأسباط والعمود. وأيضا هناك استخدام أيديولوجي ديني لهذه القبور، حيث تعتبر شواهد على وجود حضارة وتجمعات سكانية، ولذلك أرادوا أن يقولوا للعالم إن هذه الشواهد وهذه القبور دلالة على أن اليهود عاشوا في القدس قبل 2000-3000 عام، وقبور أخرى تدلل على الوجود اليهودي في القدس قبل ألف عام أو أكثر، وهذا نوع من محاولة غسل أدمغة زوار القدس وترويج روايات وتزييف وتزوير التاريخ"، مشيرا إلى أن الاحتلال يعمد إلى تغيير هوية القدس والمشهد فيها، وتحديدا في محيط البلدة القديمة والمسجد الأقصى. ويتابع: "سلطات الاحتلال الإسرائيلي زرعت حتى الآن نحو 12800 قبر وهمي في محيط المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة وفيما يسمونه الحوض التاريخي أو الحوض المقدس، لاصطناع وجود حضارة وتاريخ يهودي مزعوم في المنطقة، في حقبة ما يسمونه الهيكل (المزعوم)، لإثبات زعم أن اليهود تواجدوا هنا قبل الفلسطينيين، كنوع من محاولة فرض الرواية اليهودية المزعومة على هذه الأرض".
وعلى الوجه الآخر في المخطط الاحتلالي، يذكر ان سلطات الاحتلال كانت اقترفت في مقبرة اليوسفية المقدسية جريمة بشعة تستحق العقاب حيث اقتلعت جثث وعظام الشهداء هناك، ولكن مع الاسف ليس هناك من ينفذ العقاب-حاليا-....!، فذلك المشهد الذي تابعناه على وسائل الاتصال الجماهيري مرعب ويفترض ان تهتز له كل الضمائر الحية....!
تصوروا.....!
أم المرحوم علاء نبايته تشبثت ببلاط قبر ابنها الذي تصر جرافات الاحتلال على اقتلاعها............!، وهي تردد:"علاء يمّا مش رايح أقوم واتركك"…فهاجمها رجال الشرطة والمجندات وحرس الحدود، وجرافات الهدم والاقتلاع تحيط بها مستنفرة بانيابها الحادة لتقتنص فرصة الهدم والتجريف والتمهيد لبناء حدائق توراتية على حد زعمهم.....!
ان مشهد الجرافات الصهيونية وهي تغرس انيابها في تربة وقبور الشهداء في اليوسفية و تقتلع الجثث والعظام يلخّص حالة المشهد الفلسطيني تحت الاحتلال الصهيوني منذ النكبة قبل اربعة وسبعين عاما حتى اليوم. ويعيد مشهد تمثيل الجرافات الصهيونية بقبور وجثث الشهداء بمنتهى الاجرامية والاصرار إلى أذهان الفلسطينيين آلاف المشاهد التي اقترفتها قوات الاحتلال ببشاعة ليس لها نظير في وحشيتها والثقافة الاجرامية التي تقف وراءها، والتي كان من أبرزها على سبيل المثال إعدام المتضامنة الأمريكية راشيل كوري عند محاولتها التصدي لجرافة عسكرية صهيونية كانت تهدم بيوت الفلسطينيين في مدينة رفح في قطاع غزّة في آذار عام 2003.
إن مظهر الجرافة الإسرائيلية وهي تنكل باليوسفية بما تحتويه من تاريخ وتراث ورموز وقبور للشهداء، هي رسالة للعالم بأنّ الاحتلال وصل لاستخدام أبشع الأساليب الوحشية الاستبدادية ضد الشعب العربي الفلسطيني، كما ان من يقفون وراء مخطط التهديم والاقتلاع ليسوا اسخاصا عاديين بل هم مجرمون من عصابات القتل في وحدات هاشومير التي كانت تقتل الفلسطيني منذ عام 1909، وتذكرنا بجرائم الحرب وسياسات التطهير العرقي والإبادة ضد الشعب الفلسطيني، وتدل دلالة ساطعة إلى أين وصل القمع و البطش الإحتلالي باستخدام اشد الوسائل وحشية ضد الشعب الفلسطيني.
أما عن الجرافة الصهيونية ودورها الاجرامي على مدى عمر الاحتلال، فمما هو جدير بالاستحضار هنا تلك الاقوال والاوصاف التي اطلقها عدد من نخبة الكتاب الاسرائيليين على دور الجرافة الصهيونية الاجرامي، فكان اوري افنيري احد اهم اقطاب "معسكر السلام" الاسرائيلي وابرز الخبراء في السياسات الصهيونية ورئيس تحرير مجلة هعولام هزه قد اكد لنا منذ سنوات على سبيل المثال قائلاً: "ان الحرب الحقيقية في الضفة انما تدور رحاها في انحاء الضفة الغربية والقدس، واسلحتها تتكون من: الخرائط والقرارات والأوامر العسكرية، وهي حرب مصيرية يتعلق بها مصير ملايين الفلسطينيين، فأما الحياة واما الموت"، وأدوات هذه الحرب الوجودية حسب افنيري وحسب التقارير الفلسطينية المختلفة هي الخرائط والقرارات والاوامر العسكرية الاسرائيلية التي اداتها الرئيسية هي الجرافة العملاقة، التي لم تتوقف عن غرز اسنانها في الجسم الفلسطيني..!
ويقول الكاتب الاسرائيلي "يهودا ليطاني" في الجرافة: "ان الجرافة صارت اداة حرب للجيش الاسرائيلي، الاداة التي تشبه الدبابة وترمي الى الدمار وليس الى البناء". ويقول الكاتب الاسرائيلي "عوفر شيلح":"تواصل صديقتنا الجرافة تصميم الواقع في الضفة الغربية".
وكتبت الصحفية الاسرائيلية المناهصة لسياسات الاحتلال "عميره هس" مؤكدة: "التفاؤل بعملية السلام شيء، والجرافات شيء آخر، فاسرائيل تبني للفلسطينيين في الضفة الغربية محميات هندية مبعثرة هنا وهناك".
وتؤكد معطيات تقارير "السلام الآن" وغيرها "ان الجرافة الاسرائيلية تواصل عملها على مدار الساعة بلا توقف، بينما هم يتحدثون عن السلام..!
لا شك إن تعمد الاحتلال قتل وسحل وسحق الشاب الناعم والتنكيل بجثته تحت سمع وبصر العالم أجمع، جريمة بشعة تضاف إلى سجل جرائمه الأسود بحق شعبنا الفلسطيني على طول الوطن وعرضه، وبحق أهل غزة المحاصرين، يتحمل العدو الصهيوني تبعاته ونتائجه.
وفق المادة 13 من قانون حماية السكان المدنيين الذي اقر عام 77 فان المدنيين يجب ان يتمتعوا بحماية عامة من الاخطار العسكرية، ويجب ان لا يكونوا هدفا لاي هجوم"، غير ان معطيات المشهد الفلسطيني تبين للعالم كله ان دولة الاحتلال تقترف جرائم الحرب على اوسع نطاق وعلى مختلف الجبهات وفي مختلف المجالات ضد الشعب الفلسطيني...1
ان ما جري في المقبرة اليوسفية المقدسية هو انتهاك صارخ متواصل لكافة المواثيق و القرارات الدولية...!.
وهو عدوان صارخ على الفلسطينيين والعرب بمسلميهم ومسيحييهم ..وهو عدوان شرس وبشع ويستحق وقفة حقيقية وجادة من قبل كافة القوى الحية....!
وايضا ما تقوم به سلطات الاحتلال من بناء لمقابر يهودية وهمية وقبور مزيفة لليهود هو جريمة كبرى تستحق المتابعة والمحاسبة ايضا...!
فلماذا تتمادى وتعربد"اسرائيل" على هذا النحو مع فلسطين وشعبها ونسائها واطفالها وتاريخها وتراثها وحقوقها ...؟!
- اين فلسطين من المواثيق والقوانين والاعراف والاخلاق الدولية والبشرية..؟
-- اين المجتمع الدولي.. واين الأمم المتحدة.. واين مجلس الامن الدولي من المجازر الجماعية وجرائم الحرب الصهيونية المروعة المنفلتة بلا كوابح ضد نساء واطفال وشيوخ فلسطين..؟!
-- اين المحكمة الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب وجنرالات الاجرام في الدولة الصهيونية..؟!
- ولماذا يتوقف المجتمع الدولي بمجلسه الامني وبكل منظماته الدولية مشلولا حينما تمس المسألة "اسرائيل" وجنرالات الاجرام فيها...؟!
-لماذا تتعطل المواثيق والقوانين الدولية امام "اسرائيل"...؟! |