هل تنتهي العملية العسكرية في اوكرانيا بحل الدولتين ؟؟ سيناريوهات.
بقلم واصف عريقات
خبير ومحلل عسكري
في ظل تنامي التهديدات باستخدام السلاح النووي والحرب العالميةالثالثة وفظاعة مآلاتها تبرز امكانية التوصل الى حلول ، وحتى نجيبعلى السؤال لا بد من استعراض سريع لنتائج الحربين العالميتين ، ففيالاولى وبعد خسارة ٨،٥ مليون جندي وعشرين مليون جريح وقتل اكثر من١٣ مليون مدني واسر اكثر من ٢٩ مليون عقد مؤتمر الصلح في فرسايعام ١٩١٩ بحضور مندوبي ٣٢ دولة وقعت المعاهدة بريطانيا وفرنساوامريكا بحضور مندوبو الدول المهزومة للاستماع للشروط التي صدرتبحقهم. وبناء على معاهدة الصلح التي وقعتها المانيا في ٢٨ حزيران١٩١٩ قسم من اراضيها وزع على الدول المجاورة وتحملت مسؤولية اضرارالحرب. وكذلك فعلت النمسا بمعاهدة (سانت جرمان) التي فصلت هنغاريا(المجر) عنها ثم وقعت معاهدة مع بلغاريا ومع هنغاريا معاهدة (تريانون) عام ١٩٢٠. كما وقعت الدولة العثمانية معاهدة (سيفر) عام ١٩٢٠واستبدلت بمعاهدة (لوزان) ١٩٢٣ وبقيت حدود تركيا ضمن اسطنبولوجزء من الاناضول . كما خلفت الحرب خسائر اقتصادية كبيرة وانتشرالفقر وزادت مديونية الدول الاوروبية لصالح امريكا واليابان. وتفككتالانظمة الامبراطورية القديمة وسقطت الاسر الحاكمة. وقامت الثورةالروسية ونظامها الاشتراكي. وتم انشاء عصبة الامم المتحدة في جنيف.
اما الحرب العالمية الثانية فقد انتهت بغزو الحلفاء لالمانيا وسيطرة الاتحادالسوفياتي على برلين واستسلام المانيا وتقسيمها الى شرقية وغربية عام١٩٤٩ وشيد سور برلين عام ١٩٦١ بينهما وهدم عام ١٩٩٠ بالتوحيد ، وتغيرت الخارطة السياسية والعسكرية والبنية الاجتماعية في العالمونشأت الامم المتحدة واصبحت الدول المنتصرة الولايات المتحدة والاتحادالسوفياتي والصين وبريطانيا وفرنسا اعضاء دائمين في مجلس الامنوانحسر نفوذ الاوروبيين وبرزت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتيكقوى عظمى على الساحة الدولية ، وبدأت حركات الاستقلال في آسياوافريقيا ، ومهدت الطريق للحرب الباردة بعد ست سنوات من القتالالشرس خسرت فيها البشرية ١٧ مليون من العسكريين وضعفهم منالمدنيين واستخدمت امريكا القنابل النووية يورانيوم في هيروشيما وقتلخلال دقيقة واحدة ٦٦ الف شخص وجرح ٦٩ الف وقنبلة بلوتونيوم فينازاجاكي في اليابان وبلحظات قتل ٣٩ الف وجرح ٢٥ الف آخرين.
في الحالة الروسية الاوكرانية توجد روسيا ومن يتضامن معها فيمواجهة الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الاوروبي الذين وجدوهافرصة وحلم قديم في تفتيت الاتحاد الروسي عبر دعم اوكرانيا في قتالهاضد روسيا، ومن الصعب عليهم قبول انتصار روسيا ، والاصعب علىالولايات المتحدة تنازلها عن قيادة العالم والقبول بحكم متعدد الاقطاب،في ذات الوقت تتجنب الدخول المباشر في القتال لكنها تدعمه بكل قوة،وتخوض حروبا ضد روسيا في المجالات كافة وتراهن بل وتألب علىالتفكك الداخلي لروسيا ، الموقف الاوروبي وعلى الرغم من تبعيته لامريكاوانصياعه لاوامرها الا ان الضرر الذي لحق به وما سيلحق به لاحقا خاصةمع حلول فصل الشتاء ما يجعله يعيد حساباته في ظل معادلة تقولالقاتل غربي والمقتول غربي والمتفرج امريكي وكل ما يمر الوقت تزدادالخسائر ويزداد عدد الضحايا وتبرز الاسئلة التالية وهي مشروعة:
١.هل تقبل موسكو بعد كل ما جرى التراجع عن اهدافها
٢. وهل يمكن لموسكو قبول الهزيمة في ظل ما تملكه من سلاح ٣. هلستقبل امريكا واوروبا انتصار روسيا ٤. هل تتدخل امريكا اوالناتو بشكلمباشر في القتال وما هو الهدف ٥. وهل تستطيع اوكرانيا الانتصار علىروسيا ٦. وهل تستطيع اوكرانيا الغاء وجود الاصول الروسية في جنوباوكرانيا .
الاجابة على هذه الاسئلة تقود الى توقع الحلول والسيناريوهات التاليةعلى قاعدة وقف القتال وتجنب التصعيد نحو حرب عالمية اواستخدامالسلاح النووي وفي ظل تخوف امريكي من تبدل لمواقف بعض الدولالاوروبية وخسارتها لها حيث ظهرت على السطح من جديد استحضارالاعتداءات الامريكية في العالم خاصة في الشرق الاوسط كما تتنامىالانتقادات الداخلية الامريكية التي تقول بان الولايات ليست في وضعجيد يسمح لها بشن حرب باردة جديدة مع روسيا او مع الصين او معالاثنين معا اضافة الى المطالبة بعدم ترشح بايدن لولاية ثانية لفشله فيمواجهة روسيا في اوكرانيا ، وكذلك ظهرت الانتقادات في دول الاتحادالاوروبي التي تطالب بالاهتمام بمصالحها وعدم الرضوخ لامريكا ومنهذه السيناريوهات المحتملة:
اولا : في ظل دعم اقتصادي كبير وتحت عنوان اعادة اعمار اوكرانيا واغداقالاموال عليها تمرير القبول بحل الامر الواقع تحت مسمى مناطق نفوذوهو حل الدولتين اوكرانيا الشمالية مع الاتحاد الاوروبي واوكرانياالجنوبية مع الاتحاد الروسي . وتوقيع معاهدة ببنود تجميلية لصالحاوكرانيا وامريكا والغرب. وتشير بعض الاخبار لمثل هذا المسعى الدولي.
ثانيا. في حال نفذ السيناريو الاول وتحت حجة اعادة تشكيل مؤسساتالامم المتحدة تمرير القبول بمبدأ المشاركة الدولية (عالم متعدد الاقطاب ) دون الاعتراف به.
أو الذهاب الى السيناريو الوحيد وهو استمرار القتال وتدحرج الاموروخروجها عن السيطرة الى حرب وتنفيذ التعبئة الجزئية ثم العامة منالصعب التنبؤ بمداها او تمددها ونتائجها في حال استمر الدعمالامريكي والاوروبي لاوكرانيا باسلحة ومعدات قتالية كاسرة للتوازنتشجع اوكرانيا على تجاوز الخطوط الحمراء الروسية بعد اعلانها ضمالاقاليم الاربعة وعلى اثر نتائج الاستفتاء وهي شبه محسومة في الدونباس بجمهوريتيه (لوغانسك ودونتسك) وخيرسون وزاباروجيا، واعتبارها اراضي روسية تسري عليها العقيدة القتالية والامنية النوويةالروسية . وفي هذه الحالة لن يقتصر الموقف على الدول المنخرطة بالصراعحاليا بل سيطال العالم كله ولو بدرجات متفاوته . |