السياق الملحمي الفلسطيني في مواجهة المشروع الصهيوني....!
*نواف الزرو
NZARO22@HOTMAIL.COM
مجددا نعود لنثبت الثوابت الكبيرة: ففي ضوء ما يجري من معارك واشتباكات وجودية كبيرة على امتداد مساحة فلسطين من بحرها الى نهرها، فمن جنين ومخيمها الاسطورة، الى مدينة جبل النار وبلدتها القديمة التاريخية الصامدة، مرورا بكل المدن والقرى والمخيمات الشمالية للضفة، ومرورا برام الله وسلواد وبيتونيا وغيرها، ومن مسافر يطا وخربها مرورا بالحرم الابراهيمي واقتحاماته، مرورا بالاقصى والشيخ جراح وسلوان وغيرها، ومرورا ايضا بالمعارك الكبيرة الجارية منذ شهور في بلدة بيتا الصامدة، وامتدادا الى قرية برقة في وجهها الكفاحي الساطع، ووصولا الى معركة النقب المحتدمة بين اصحاب الارض والتاريخ وقوات الاحتلال، نعود مجددا لنسلط الضوء على الوجه المشرق لفلسطين والشعب الفلسطيني على الرغم من سموم الطابور الخامس التي تنفث في الفضاء على مدار الساعة، ولنسلط الضوء على الملحمة الفلسطينية المفتوحة في مواجهة المشروع الصهيوني، فالذي يجري هناك على امتداد مساحة الوطن المحتل هي سلسلة متصلة من الهبات والانتفاضات والثورات المتتابعة على مدى اكثر من قرن من الزمن، لتشكل كلها بمجموعها ملحمة فلسطينية حقيقية....وبعض الاخفاقات الفلسطينية هنا لا تفت في العزائم والهمم الوطنية الكفاحية...!
تحتاج فلسطين في هذا السياق الملحمي الى:
اولا: الإيمان بالجيل الفلسطيني الجديد…الجيل المنتفض الثوري الشجاع والجريء الذي لا يهاب المواجهة حتى الشهادة، وهذا ما شاهدناه ونشاهده ونتابعه على امتداد مساحة فلسطين حيث يتقاطر الشبان كالطوفان كلما استدعت المعارك للتصدي لقوات ومستعمري الاحتلال المجرمين.
ثانيا: الإيمان بأن الاشتباك ما بيننا كأمة عربية وما بين المشروع والاحتلال الصهيوني إنما هو اشتباك تاريخي مفتوح حتى هزيمة المشروع الصهيوني…وهنا تأتي أهمية الإيمان بالجيل الفلسطيني الجديد الذي وصفه عدد كبير من الكتاب والمحللين والمؤرخين وحتى الجنرالات الصهاينة بأنه جيل فلسطيني عصي على الكسر...!
ثالثا: الإيمان بقدرة الشعب الفلسطيني ومن ورائه الشعوب والقوى العروبية الحية على هزيمة وافشال الصفقات والمخططات والمشاريع التصفوية بالصمود والنفس الطويل.
رابعا: الايمان والاقتناع بان الصفقات التصفوية ليست قدرا لا راد له، وإنما هي تتويج لمسلسل طويل من الصفقات والمؤامرات الاستعمارية الصهيونية منذ أكثر من قرن من الزمن وما زال الصراع مستمرا والشعب العربي الفلسطيني لم يهزم....!
خامسا: الوحدة الوطنية الشاملة-على اوسع نطاق ممكن- في إطار مشروع التحرر الوطني هي السبيل للملمة كل أوراق القوة الفلسطيني -وهي كثيرة- التي من شأنها الحفاظ على القضية والهوية، كما انها السبيل الوحيد في نهاية المطاف لتحقيق الاهداف الوطنية الفلسطينية.
سادسا:: الايمان والاقتناع بان طريق المقاومة ثم المقاومة ثم المقاومة بكافة اشكالها هو السبيل الوحيد للإنتصار والتحرير.
ننحني احتراما وإجلالا للجيل الفلسطيني الجديد الصاعد الذي يخشاه الاحتلال وتتحدث وسائل إعلامه عن جيل لا يهاب الموت ابدا…؟!.
فهذا هو الفلسطيني الجديد الحقيقي الذي نتابعه في الميدان المقدسي والفلسطيني عموما، وتلك هي فلسطين الجديدة التي سيبنيها هذا الجيل الجديد بقوة الإيمان والمقاومة والتحرير...! |