سلطة العار ..كفى عبثا بآلام الشعب !
لم نبالغ عندما أبدينا خشيتنا من أن يتم استغلال مجزرة أسطول الحرية من قبل سلطة محمود عباس لتعزيز دورها الذي كاد ينتهي.. وترويج سياستها التي باتت واضحة تماما لكل أطياف شعبنا من تناغم وتساوق مع سياسة الاحتلال الاسرائيلي ..فكل الدلائل والمؤشرات والوقائع تشير الى استمرار عباس وسلطته في استغلال أي ظرف وحتى الألم والمعاناة الفلسطينية لتعزيز دوره ودور سلطته التي تهاوت تماما نتيجة لمواقفها المخزية من الأحداث والأزمات التي عصفت بالشعب الفلسطيني .
عباس والذي عاد صاغرا الى المفاوضات دون قيد أو شرط ودون أن "يفطن" لحصار غزة أو يطالب برفعه ..يجوب اليوم العواصم العالمية محاولا استثمار دم شهداء أسطول الحرية لتعزيز دوره ودور سلطته بعد أن شعر بان البساط يسحب نهائيا من تحت قدميه..وبعد أن شعر بالتأييد العالمي الجارف لأهل غزة ولمقاومتهم..وبعد أن قارب دوره على الانتهاء..هذا الدور الذي تكلل بالمخازي والانهزام وبلغ حدود التآمر باشتراط رفع الحصار بعودته الى غزة !
الرأي العام العالمي وبعد المجزرة أصبح متيقنا من عدالة قضية غزة ومن دجل وكذب المؤسسة الحاكمة في إسرائيل والدائرين في فلكها..والتعاطف العالمي تعاظم ليضع كل الانهزاميين في الزاوية وفي مقدمتهم سلطة رام الله..الأمر الذي جعل عباس يخشى من انتهاء دوره السياسي بعد علو الأصوات المنادية بضرورة التفاوض والحوار مع حركة حماس..باعتبارها تقبض على مفاتيح الحلول .
مسارعة عباس لزيارة العواصم لم يكن هدفها فك الحصار..بقدر ما تهدف الى إنقاذ الاحتلال من ورطته .. والى استغلال الحصار لتعزيز مكانته المتهاوية والبحث عن دور في الترتيبات المطروحة عالميا ..فعدم إشراكه في أي دور سيقضي تماما على ما تبقى من مكانة دبلوماسية لسلطة رام الله ..وسيضعها في الزاوية وفي جحرة التآمر والعبث بمصالح الشعب .
لم نتفاجأ من تصريحاته المتكررة وفي لقاءاته المتعددة من انه لا يريد رفع الحصار عن غزة لأنه سيعزز من شعبية ومكانة حركة حماس ..ويشترط رفع الحصار بأخذ السلطة دورها في غزة ... وبدون مصالحة لن يكن هناك رفع حصار ورفعه يتم من خلال حكومة رام الله... كل اللقاءات كانت تشير الى دور سلطة رام الله في إبقاء الحصار ورهنه بعودة السلطة الى غزة على موجة الجراحات والألم الذي سببته المجزرة الإسرائيلية ..وعلى موجة وإيقاع معاناة أهلنا في غزة الأبية .. فهو يريد العودة الى غزة حتى لو كلفت إبقاء الحصار على مليون ونصف مليون فلسطيني ..وحتى لو كلف التعاون مع الاحتلال الاسرائيلي والعدوان على غزة ليس ببعيد ..ولا يمكن حجب موقف السيد عباس من ذالك العدوان وتخلفه عن قمة قطر وتصريحاته المخزية.
كل هذه الوقائع تدعو شرفاء شعبنا الى الحذر مما يحاك ضده من مؤامرات تهدف إلى تمييع قضية الحصار وجعلها قضية غذاء ودواء واسمنت وتغييب مكوناتها وحيثياتها السياسية ..وبالتالي الالتفاف عليها من خلال طرح ترتيبات تمنح الشرعية للحصار وتعطي رجالات سلطة المقاطعة الشرعية في التغطية على جرائم الاحتلال ...تماما كما حصل بفضيحة (تقرير غولدستون) قبل أشهر .
شعبنا مطالب اليوم بقول كلمته الفاصلة وإبداء موقفه من سلطة رام الله التي أثبتت بأنها سلطة لخدمة الاحتلال والتغطية على جرائمه البشعة.. فلا يمكننا استيعاب تصريحات رئيس من المفترض به الدفاع عن شعبه ورفع معاناته وليس المطالبة بمحاصرته من اجل أهداف ذاتية رخيصة..ومن اجل تنفيذ أجندات احتلالية إجرامية
|