بقاؤكم في الكنيست لا يثلج صدورنا !
حان الوقت لتجميد عضويتكم البرلمانية حفاظا على ماء الوجه وانتصارا لقضايا شعبكم .
ما حصل في الكنيست قبل يومين من هجمة شرسة تعرض لها النواب العرب تدق ناقوس الخطر من جديد ..وتدعونا للتفكير الجدي والعميق في جدوى بقاؤنا في برلمان لا يحترم أعضاءه خاصة إذا كانوا من العرب .. وتحول الى منصة للهجوم على الشعب الفلسطيني وكفاحه العادل وحلبة للرقص على دماء أحرار العالم .. يدعونا للتفكير الجدي بإشهار سيف "الاستقالة الجماعية" كشكل من إشكال النضال.
النائب العربي يجلس لا حول له ولا قوة ولا يستطيع فعل شيء من خلال البرلمان اللهم إلا الصراخ..تنزع حصانته وامتيازاته لأتفه الأسباب .. ويتحول الى نائب مع وقف التنفيذ ..وبرغم ذالك لا نرى مبادرة واحدة باتجاه الاحتجاج الفعلي على ما يجري من اضطهاد وتحقير لأعضاء الكنيست العرب .. فمن المفروض أن تأتي المبادرة من قبلهم..وان ينتفضوا على غياب الديمقراطية التي طالما تبجح بها حكام إسرائيل .. لا أن يبقوا غطاءا وماكياجا لديمقراطية إسرائيل الوهمية.
كنا نتمنى أن يتدارك أعضاء الكنيست العرب خطأهم الذي طالما تجاهلوه وان يقدموا على خطوة فعلية تتلخص بالاستقالة الجماعية من الكنيست وكشف عورة النظام السياسي الإسرائيلي.. وان لا يبقوا ماكياجا لوجه إسرائيل البشع..كنا نتمنى وطالبنا سابقا بمثل هذه الخطوة ..طالبناهم في غمرة العدوان الدموي على غزة العام الماضي .. وطالبناهم إبان هبة الأقصى عام 2000..ولم تكن مطالبتنا مجردة من الحيثيات والدوافع .. لم تكن مطالبة لمجرد الانتقاد ..بل لأن خطوة كهذه من شأنها أن تعمق أزمة إسرائيل وتفضحها أكثر في المحافل العالمية.
فالمؤسسة السياسية هنا ترتكب الموبقات ضد شعبنا وضدنا نحن أبناء ال 48 .. تشرع القانون تلو القانون لنزع شرعية وجودنا وإقصائنا ! لم تترك مجالا إلا وجربته ضدنا..الاضطهاد السياسي والقومي ..التمييز العنصري..القتل وهدم البيوت ومصادرة الأراضي ..كل هذا يجري والنواب العرب يقفوا عاجزين عن كبح جماح الوحش الصهيوني ..
أعطوني نائبا عربيا استطاع أن يمنع تشريع قانونا عنصريا !
أعطوني نائبا عربيا استطاع أن يمنع جرافة هدم متوجهة لام الفحم أو سخنين لهدم البيوت !
أعطوني نائبا عربيا لم يتشرشح من قبل اليمينيين في الكنيست !
ما جرى في الأيام الأخيرة من نزع حصانة النائبة حنين الزعبي وقبلها عزمي بشارة وسعيد نفاع وتقديم محمد بركة للمحاكمة ومحاولة اغتيال الشيخ رائد صلاح ..كل هذه الأمور مجتمعة تدعو النواب العرب للتفكير الوطني المسؤول وصياغة رؤية جديدة لمجمل العمل البرلماني وجدوى البقاء في برلمان صهيوني يعج بالعنصرية والعنصريين .
نعلم تماما أن العمل البرلماني اثبت فشله وعجزه ووجود النواب العرب يشكل غطاءا وماكياجا لديمقراطية إسرائيل الوهمية..فهي تمارس ضدنا شتى أشكال التمييز العنصري وفي نفس الوقت تمنحنا حق الترشح والتصويت لتتبجح أمام العالم بديمقراطيتها "الفريدة" في العالم والشرق الأوسط ..ونحن ماضون في ترويج هذه "البروباغاندا".
من هنا فان ما هو مطلوب وبعد أن بلغ الانتهاك أوجه وبعد التمادي العنصري على وجودنا..ما هو مطلوب أن يتحلى النواب العرب بالمسؤولية وإعلان انسحابهم أو تجميد عضويتهم في الكنيست انتصارا لقضايانا وقضايا شعبنا وتعميقا لازمة اسرائيل السياسية .
اللطم والندب والاستنكار لن يزيح عن كاهلنا شيئا ..وتجاهل الواقع خطيئة يرتكبها نوابنا العرب .. فإذا كنا قد استنكرنا الهجمة الشرسة على النائبة زعبي فإننا استنكرناها بسبب انتهاك كرامة وحرية الفرد ..وليس من اجل أن تستعيد الزعبي حصانتها أو امتيازاتها .. لان هذه الامتيازات ليست وسام شرف للزعبي وغيرها .. وليس من باب التشفي بل من باب تخليصكم من وهمكم ..نتمنى ومن كل قلوبنا أن تنزع امتيازاتكم جميعا .. لعل وعسى أن تدركوا كم كنتم مخطئين في تقييمكم لديمقراطية المحتل.
|