الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
في ظلّ صمتٍ غربيٍّ وعربيٍّ وإسلاميٍّ وحتى فلسطينيٍّ رسميٍّ، في ظلّ ذلك يُواصِل الاحتلال الإسرائيليّ فرض الوقائع على الأرض في القدس المُحتلّة بهدف تهويدها الكامِل، ونزع الصفّة الدينيّة الإسلاميّة والمسيحيّة عنها.
بالإضافة إلى ذلك يعمل الاحتلال دون كللٍ أوْ مللٍ على عزل المدينة المُقدسّة عن محيطها وتواصلها الجغرافي الفلسطينيّ، بهدف تحويل المدينة كاملةً، بجزأيها الشرقيّ والغربيّ إلى وحدةٍ كاملةٍ ومتكاملةٍ لتكون عاصمة الشعب اليهوديّ الأبديّة، وفق تصريحات أركان كيان الاحتلال في الماضي والحاضر.
حكومة بينيت المدعومة من الحركة الإسلاميّة بقيادة منصور عبّاس تُواصِل تهويد القدس بشكلٍ مُكثّفٍ
وفي إطار هذه المخططات التهويديّة الخطيرة التي تقوم بها حكومة لبيد-بينيت، المدعومة من الحركة الإسلاميّة، الشقّ الجنوبيّ في الداخل، بقيادة النائب د. منصور عبّاس، وفي هذا الإطار صادقت محكمة الاحتلال العليا، على إقامة خط للقطار الهوائي في البلدة القديمة بالقدس المحتلة. ويعتبر المشروع، جزءًا من حملات تغيير واقع مدينة القدس التاريخي والقانوني والديمغرافي القائم.
واعتبرت الخارجية الفلسطينية في بيان لها، أمس الأحد، أنّ “خط القطار جزء لا يتجزأ من حملات تهويد القدس، وبلدتها القديمة وتشويه هويتها الحضارية الفلسطينية المسيحية الإسلامية”.
ومضى البيان قائلاً إنّ إقرار الخطّة وتنفيذها هو بمثابة تصعيد إسرائيلي خطير يهدد ساحة الصراع بانفجارات كبرى يصعب السيطرة عليها.
منظومة القضاء والمحاكم بالكيان جزء من منظومة الاحتلال وتعمل لخدمة مخططاته الاستعمارية التهويدية
كما اعتبرت المشروع “جزءًا من حملات تغيير واقع القدس التاريخي والقانوني والديمغرافي القائم”. وأشارت الخارجية إلى أنّ قرار المحكمة الإسرائيلية “دليل آخر على أنّ منظومة القضاء والمحاكم في دولة الاحتلال جزء من منظومة الاحتلال نفسه وتعمل لخدمة مخططاته الاستعمارية التهويدية”.
وحملت الوزارة، الحكومة الإسرائيلية “المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه المشاريع الاستعمارية”. وطالبت الخارجية الفلسطينية، المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية بسرعة التحرك والضغط على دولة الاحتلال لوقف تنفيذ هذا المشروع فورًا.
المحكمة العليا الإسرائيليّة تُشرِعن خطّة الكيان لتهويد القدس
وفي وقت سابق الأحد، رفضت محكمة الاحتلال العليا الالتماسات المقدمة ضد مشروع “القطار الهوائي” في مدينة القدس المحتلة. ويمتد القطار الذي يتم الحديث عنه، من غرب القدس إلى جبل الزيتون شرق القدس، المطل على البلدة القديمة والمسجد الأقصى، ومن ثم يصل إلى باب المغاربة، المؤدي إلى ساحة البراق.
يشار إلى أن المشروع سيؤثر على سكان حي وادي حلوة والعائلات التي سيمر القطار من فوقها، وسيصادر الملكيات الخاصة لصالح إقامة الأعمدة والكوابل الخاصة به، وسيعمل على ضرب الحركة التجارية في البلدة القديمة ومنطقة باب العامود –المدخل التجاري الرئيسي– من خلال ربط القادمين للبلدة بخط القطار وباب المغاربة.
ويعد المشروع الذي يتم الترويج له على أنه يهدف إلى تعزيز السياحة والمواصلات في منطقة البلدة القديمة وجبل الزيتون، سيعمل على تعزيز الرواية الإسرائيلية من خلال خلق وقائع على الأرض تدعم تلك الرواية.
د. حنّا سويد : مشروع تهويدي يخدم اليهود المتديّنين تحت غطاء السياحة وتسهيل المواصلات