بالنسبة للقرار المركزي في حركة حماس وتحديدا في الجناح العسكري وبعد التوافق مع القيادة السياسية داخل قطاع غزة وخارجه تم تحديد ما يمكن وصفه ب”خارطة طريق” تنظم التصعيد عندما يحين وقته وتحدد كيفية التعامل عسكريا مع العدو الاسرائيلي اذا ما زادت معدلات التحرش بالشعب الفلسطيني و بالمقاومة و بقطاع غزة في الاسابيع القليلة المقبلة.
ويبدو حسب السيناريو المرسوم ان وجهة نظر الأجنحة العسكرية في المقاومة تشير الى ان 4 حالات رئيسية لا يمكن تجاهلها في حال حصولها .
بمعنى أربع خطوات يتخذها العدو الاسرائيلي ستعني و فورا ودون تردد اعلان الحرب والاشتباك العسكري دون تحديد صيغة هذا الاشتباك من جهة حركة حماس وفصائل المقاومة على الاقل.
ويبدو ان هذا السيناريو تم إبلاغه لكل من مصر وقطر على هامش الاتصالات التي جرت مؤخرا عند مسيرة الاعلام الاسرائيلية يوم الاحد الماضي حيث اتصالات مكثفة قالت مصادر في حركة حماس انها لم تكن السبب وراء عدم اطلاق الصواريخ من جهة كتائب السلام على العدو الاسرائيلي.
لكن تلك الاتصالات بعدما حققت مكاسب سياسية للمقاومة ذهبت باتجاه ابلاغ المصريين تحديدا بالسيناريو المشار اليه.
حددت المقاومة اربعة احداث اذا ما حصلت ستعني بالضرورة ودون تردد اطلاق العمل العسكري والتصعيد مع العدو الاسرائيلي.
الحالة الاولى هي تنفيذ العدو لما يهدد به من اغتيال اي قيادي في حركة حماس او حتى في المقاومة الفلسطينية وتم ابلاغ المصريين على الاقل بوضوح في هذه الجزئية بان اي حادثة اغتيال تنفذها الاجهزة الاسرائيلية داخل فلسطين او خارج فلسطين المحتلة سيتم التعامل معها بنفس المعيار بمعنى ان اغتيال اي قيادي يدفع حركة حماس في اي مكان في العالم او داخل قطاع غزة او داخل الاراضي الفلسطينية والضفة الغربية سيعني ان حركة حماس ستدخل في الحرب.
وبالتالي الامر واضح وعلى اساس عدم وجود فارق بعد الان عند حماس على الاقل عند اغتيال اي من قيادي من قادة المقاومة سواء في فلسطين المحتلة او خارجها وهذا ما طلب من المصريين ابلاغه للاسرائيليين بصورة واضحة.
في الحالة الثانية التي تستوجب الاشتباك العسكري وفورا هي ارتكاب مجزرة او مذبحة في اي من بلدات او قرى او مناطق الضفة الغربية مثل مخيم جنين او غيرها تحت ستار المداهمات والاعتقالات .
وفي حال حصول عدد كبير من الضحايا الفلسطينيين ابلغت كتائب المقاومة انها ستشتبك وتطلق النار و فورا ودون اي تردد ويأمل المستوى السياسي في المقاومة هنا ان يردع مثل هذا الابلاغ عبر القنوات المصرية الاسرائيليين ويدفعهم لاجراء حساباتهم قبل الاستمرار في عملية العقاب والاعدام الجماعي بعد الان .
وهو ردع ليس من الواضح ما اذا كان سيحقق اهدافه في ظل جنوح اليمين الاسرائيلي الملموس نحو اليمين وفي ظل تحول اسرائيل الى دولة مستوطنات .
و في الحالة الثالثة تلك التي تصر على انتهاك حرمة المسجد الاقصى لمرة اضافية او السماح لليهود بالصلاة داخل المسجد الاقصى و بشكل جماعي وهي حالة قدرت الاجنحة العسكرية بانها تنطوي على تحذير بعد الان يعني ان فرصة الحرب هي كبيرة وان الاشتباك قائم لا محالة.
و في الحالة الرابعة تنفيذ اي قصف جديد على قطاع غزة و هنا سيكون الرد فوريا وسريعا وبدون تحديد زمان او مكان كما كان يحصل في الماضي .
ويبدو ان خطة الاشتباك ضمن السيناريوهات الاربعة لا تاخذ بالاعتبار حسب توصيفات مصادر في حركة حماس اقتصار الاشتباك على قطاع غزة حيث ساحة لبنان هنا مؤهلة للمشاركة في اي معركة قادمة .
و حيث وجود عسكري لوجستي لكتائب المقاومة في عمق الجنوب اللبناني كما ان اي رد عسكري من حماس ليس بالضرورة التعريفات التي تم ابلاغها للاوساط السياسية في الحركة يعني الحرب المفتوحة والشاملة و ليس بالضرورة ان يعني بعد الان اطلاق صواريخ على مدن اسرائيلية بل قد يعني تحقيق اختراقات و عمليات عسكرية متنوعة و في اكثر من طريقة وليس بالضرورة عبر القوة الصاروخية بعد الان وهي معلومة علم بها المصريون تحديدا تردد انها اربكت الجانب الاسرائيلي واوحت بان لدي كتائب المقاومة و الجناح العسكري مفاجات و اسلحة جديدة وقدره عملياتية محددة على الاختراق وخصوصا في غلاف قطاع غزة حيث المستعمرات التي تعتبر دوما مستقرة