الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
دعا وزير المواصلات والاستخبارات في الدولة العبريّة، إسرائيل كاتس، إدارة الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب للاعتراف بسيادة إسرائيل في هضبة الجولان العربيّة السوريّة المُحتلّة، وذلك كتعويضٍ على سحب قوات الجيش الأمريكيّ من سوريّة، على حدّ تعبيره.
وفي حديث مع صحيفة “إسرائيل هيوم”، قال كاتس، وهو من أقطاب حزب (ليكود) الحاكم بقيادة رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، قال إنّه على خلفية الخطوة الأمريكيّة، هذا هو الوقت المناسب للقيام بخطوة تعزز إسرائيل سياسيًا وأمنيًا، ألا وهي الاعتراف بسيادة إسرائيل في الجولان، كما قال.
وأضاف في معرض ردّه على سؤالٍ إنّه بعد أنْ اعتُبرت الخطوة الأمريكيّة كضعفٍ لإسرائيل مقابل روسيا وإيران وسوريّة، فإنّ الاعتراف بمرتفعات الجولان سينقل رسالةً عكسيّةً، رسالة قوة، سواء في موضوع تعزيز الحلف بين الولايات المتحدة وإسرائيل أوْ في ما يتعلق بمكانة إسرائيل في المنطقة، على حدّ قوله.
وختم الوزير الإسرائيليّ، وهو من غُلاة المُتطرّفين في حكومة نتنياهو، ختم قائلاً: نحن لا نريد أنْ يدافع الجنود الأمريكيون عنّا، لكننّا معنيون بأنْ تعكس هذه الخطوة رسالة عكسية من الخطوة التي فهمت على أنها خطوة ضعف، وفقًا لأقواله.
يُشار إلى أنّه في منتصف الشهر الماضي قالت ذلك مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة، السفيرة نيكي هيلي، بخصوص القرار الذي يُعرض على الجمعية سنويًا: كانت الإدارات الأمريكيّة السابقة تمتنع عن التصويت على مشروع القرار غير المنطقي، لكن الإدارة الحالية تعتبر القرار الذي سيُطرح للتصويت متحيّزًا بوضوح ضد إسرائيل، وفق أقوالها.
جاء ذلك في بيان وزّعته البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة على الصحفيين في نيويورك، عشية التصويت السنوي الذي تجريه إحدى اللجان التابعة للجمعية العامة بخصوص مرتفعات الجولان السورية التي تحتلّها إسرائيل، منذ عدوان حزيران (يونيو) من العام 1967. وقالت السفيرة الأمريكية في بيانها: إنّ هذا القرار لا يفعل شيئًا لإقناع أيّ طرفٍ بالتوصّل إلى اتفاقية سلام.
وتابعت: إن الفظائع التي يُواصِل النظام السوري ارتكابها تُثبت عدم صلاحيته لحكم أيّ شخصٍ، وإنّ التأثير المدمّر للنظام الإيرانيّ داخل سوريّة يمثّل تهديدات رئيسية للأمن الدوليّ، وينص مشروع القرار على أنّ القرار الإسرائيليّ المؤرَّخ في 14 كانون الأوّل (ديسمبر) من العام 1981، بفرض قوانين إسرائيل وولايتها وإدارتها على الجولان السوري المحتلّ، يُعدّ باطلاً ولاغيًا، وليس له أيّ صحةٍ على الإطلاق، كما أكّد مجلس الأمن في قراره المرقم 497، الصادر في 1981.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أعلن مؤخرًا، أنّه يرى في الوجود الإسرائيليّ بهضبة الجولان ضمانة لأمنها، ولذلك فقد توجّه إلى المجتمع الدولي مطالبًا إيّاه بالاعتراف بهذا الوجود. وقال: هضبة الجولان ستبقى تحت السيطرة الإسرائيلية لضمان أمنها.
وكان نتنياهو يتكلم خلال جولة له على بعض المواقع العسكرية والأمنية والاستيطانية في الجولان، قام خلالها بالمشاركة في حفل افتتاح كنيس يهودي في الهضبة السورية المحتلة، فأشار بالبنان إلى الأراضي السوريّة شرق الجولان وقال: خلف الحدود مع سوريّة هناك همجية مطلقة ومحاولات للتموضع الإيرانيّ، وإسرائيل لا تستطيع أنْ تتخلى عن احتياجاتها هناك.
وكان نتنياهو قد تكلم عن الجولان كما اعتاد الكلام عن القدس، فقال إنها من أقدس أقداس إسرائيل. وقال إنّ حكومة إسرائيل بقيادته لن تعترض على التوصل إلى اتفاق على تسوية سياسية في سوريّة، لكنها تصر على أنْ يأخذ الفرقاء مصالح إسرائيل الأمنيّة وروابطها التاريخيّة مع اليهود واليهوديّة بعين الاعتبار. وأضاف: خلال أكثر من 50 سنة من الحكم الإسرائيليّ في الجولان، تحولّت المنطقة إلى قبلة للسياح وللمزارعين وللمستثمرين ولرجال الأعمال المبادرين وللبناء. وفي المنطقة السورية التي تغلي كالمرجل منذ سنة 2011، تبدو الجولان أكثر المناطق هدوءاً تحت حكم إسرائيل، بحسب مزاعمه.